شهد مستشفى القطيف المركزي ملحمة من ممرضات المستشفى اللائي قمن بجهود كبيرة للمساهمة في انقاذ المصابين في الحادث الارهابي الذي تعرض له المصلون في مسجد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في بلدة القديح. وقالت الممرضة حليمة حسين: "ما زلت مذهولة من المنظر الذي رأيته في مستشفى القطيف المركزي". مضيفة: بعد تلقي الخبر الذي هز الجميع من الجريمة البشعة في حق الأبرياء ذهبت الى مستشفى القطيف المركزي، لعلمي ان اغلب الحالات سوف تحول اليه، مشيرة الى انها بمجرد الوصول الى المستشفى شاهدت اولاد اخوانها وأفراد عائلتها، مما جعلها تصرخ هل توفي احد، الجميع يصرخ أغيثوهم أسعفوهم، وذكرت انها دخلت مع المتطوعات بعد تلقي التوجيهات من الأطباء الموجودين هناك مباشرة الى غرفة العناية الحرجة، لعمل إسعافات القلب الرئوي وتضميد الجراح، موضحة ان المنظر الذي عاشته لا ينسى، فهناك شهداء في بركة من الدماء يلفون بفرش المسجد، مبينة ان هناك حالات صعبة بعضها فارق الحياة وبعضها فاقد الوعي والبعض الثالث نصف فاقد الوعي. واشارت الى انها قامت مع احد الاطباء بإنعاش قلب رئوي لشاب في عمر الزهور وهو جعفر عبدالرزاق، وتقول: "اكثر لحظة فقدت السيطرة وجعفر يفقد الوعي شيئا فشيئا، بعدها انتقلت الى قسم تنويم الرجال، وكان هناك رجل كبير في السن جسمه مليء بالجراح وهو يقول: "استروني يا بناتي، الله يستر عليكن في الدنيا والآخرة، وكانت ثيابه ممزقة ومليئة بالدم"، مضيفة إنها عادت مجددا الى قسم الطوارئ لاستكمال عملية التنظيف. وقالت: ان ابن اختها عيسى غانم الفرحان تهشمت يده وهو الآن في البرج الطبي. واستنكرت الممرضة أماني السنونة من طاقم مستشفى القطيف المركزي، الشائعات التي كانت تتردد على المستشفى بكونه مستشفى الاموات، متسائلة هلا اتيتم امس الاول (الجمعة)، ورأيتم حشود التمريض والاطباء والطاقم الطبي بأكمله لإنقاذ كل الناس من الموت، وهناك من جاءت وهي خارجة من دوام آخر الليل، وهناك من جاءت يوم راحتها، وهناك من جاءت وهي في إجازتها السنوية، نسوا جميعا اهلهم واولادهم ونسوا راحتهم ولم يفكروا كيف سيكملون يومهم العملي بعد كل هذا التعب، ما فكروا به فقط هو انقاذ تلك الارواح. واضافت: ان المشهد المؤثر لا يوصف، فهناك على الطرف الآخر ممرضة تضع ابر المغذي وهي جالسة على الارض، فيما يعمل دكتور وهو جالس ارضا بجانب المريض، لم يحتجوا بعدم توفر اي شيء، ولكن مع ذلك لم يهمل أي مريض من تقديم الاسعافات الاولية، كما لم ننس من أتوا من خارج المستشفيات من تمريض واطباء ليواسونا مهنتنا وليواسوا المرضى، واكدت ان الطاقم الطبي استطاع انقاذ كل المصابين الذين على قيد الحياة، مشيرة الى ان الطاقم الطبي فشل في انقاذ الاشخاص الذين ينازعون في الرمق الاخير للحياة، ومع ذلك لم نتركهم حيث قدمت لهم الخدمات الطبية اللازمة، لكن الله قد اختارهم شهداء. وذكرت المواطنين المتواجدين في المستشفى لتقديم الخدمة للمصابين سواء من خلال توزيع المياه او غيرها من الخدمات الاخرى، مقدمة شكرها لكل من قام بواجبه يوم امس الجمعة في مهنة التمريض، ووقف بجانب الكادر الطبي في الموقف الصعب والانساني.