في الجزء الثاني من الحوار تناول أمين منطقة المدينةالمنورة الدكتور خالد عبدالقادر طاهر جملة من الملفات، مثل عقود النظافة وتدوير ونقل القيادات والتخطيط المستقبلي للمدينة، مسلطا الضوء على الأحياء العشوائية وسبل معالجتها، وحذر الأمين المواطنين من بعض المحتالين الذين يسوقون مخططات وأراضي وهمية. * مشاريع الطرق في المدينة يثار حولها الكثير من الأقوال وعن عدم اهتمام أمانة المدينة بهذا الجانب نود تزويدنا بالطرق التي نفذتها الأمانة لتوضيح الحقائق فيما يتردد؟ - الأمانة نفذت عددا كبيرا من الطرق في داخل المدينة وخارجها، حيث يقدر ما نفذته خلال السنوات المالية الثلاث الماضية ب 946 كلم، وإيمانا من الأمانة بأهمية التسهيل على المواطنين، خصوصا ساكني أحياء العزيزية فقد قامت بالتنسيق مع الحرس الوطني لإنشاء طريق مرادف لطريق السلام ويربط بطريق الإمام مسلم لتخفيف الزحام على طريق السلام، وتجرى حاليا الرفوعات المساحية والتصاميم. * ماذا عن مشاريع تسوير المقابر التي دار حولها الكثير من الاستفهامات؟ - نفذت الأمانة خلال الثلاث السنوات الماضية وحتى الربع الثاني من العام الجاري تسوير عدد كبير من المقابر تقدر أطوالها ب(1642) مترا. والأمانة تهتم بهذا الجانب اهتماما كبيرا لأن للميت حرمته. * كيف تعاملتم مع الإشكاليات التي تواجه المشاريع في المنطقة والسلبيات السابقة مثل الكثافة العمرانية والربكة المرورية؟ - يتم التعامل مع الإشكاليات التي تواجه المشاريع بالمنطقة على عدة محاور لتحليل المشاكل ووضع الحلول، منها تفعيل مكتب إدارة المشاريع مع حصر جميع بيانات مشاريع الأمانة وبرمجتها بالنظام ومن ثم يتم إصدار التقارير على كافة المستويات. * إلى أي مدى وصلتم في تنفيذ التخطيط المستقبلي لمنطقة المدينة؟ وماذا تحقق من المشاريع والخطط التي أعلنتموها؟ وماذا تم في المخطط الإرشادي وتنفيذه؟ - وصلت أمانة منطقة المدينةالمنورة إلى مراحل متقدمة من التخطيط والتطوير الذي يرقى بالمدينةالمنورة الى مستويات المدن المتقدمة محلياً وعالمياً خاصة بعد قرار اعتماد مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد النبوي والمنطقة المحيطة التي سيتم تطويرها تخطيطياً وعمرانياً، أما ما تحقق من مشاريع وخطط تم الإعلان عنها فستشاهدون على أرض الواقع ما تقوم به الأمانة لتطوير كافة مجالات الخدمات البلدية والإنتاجية والخدمية ومناحيها المختلفة. * لا يزال عدد كبير من الأحياء العشوائية تفتقر للاهتمام والتنظيم.. هل لديكم رؤية معينة لها؟ - العشوائيات ليست مقصورة على المدينةالمنورة، حيث شهدت المملكة مراحل من التطورات المتتابعة والإنجازات العمرانية الهائلة وصاحب ذلك نمو سكاني هائل نظرا للتحديات الكبيرة التي تواجه جهود تحقيق مبدأ التوازن في التنمية ما بين الريف والحضر، إذ نزح الكثير من المواطنين الى المدن ومع قلة الدخل وعدم توفر بدائل إسكان مناسب لاستيعاب كافة الشرائح الاجتماعية والاقتصادية ظهرت العديد من القضايا والمشاكل التي تواجه المدن الكبرى ولعل أبرزها ما يعرف بظاهرة الأحياء العشوائية، حيث تعد تلك الظاهرة أحد الإفرازات الطبيعية لذلك والتي تقوم أساساً على مبدأ التعدي على الأراضي الحكومية أو الأراضي الخاصة والبناء عليها بطريقة غير منظمة ودون تصريح. أمانة منطقة المدينةالمنورة حريصة على تطوير المناطق العشوائية وتأهيلها، حيث قامت بإعداد دراسات تطويرية تهذيبية لجميع المناطق العشوائية تشمل إعداد رفوعات مساحية للعقارات القائمة والشوارع القائمة على الطبيعة وربطها مع الشوارع المعتمدة في المخطط الهيكلي. وقد تم إعداد دراسات تطويرية لتلك الأحياء. * يقال إن الأمانة قد أوقفت 80 مخططا من المخططات الوهمية.. ماذا عنها وكيف تتعاملون مع لصوص الأراضي؟ - الأمانة حذرت مرارا وتكرارا عبر وسائل الإعلام المختلفة ولا تزال من التعامل مع المخططات الوهمية التي يتم إنشاؤها بدون مستندات رسمية بعد قيام محتالين بالاستيلاء على مساحات من الأراضي في مناطق مختلفة وتخطيطها عبر مكاتب هندسية مخالفة وبيعها بدون أي مستند شرعي على مواطنين قاموا لاحقا ببناء مساكن واستراحات على هذه الأراضي، كما أن هناك من يستغل صكوكا لأراض زراعية، فيوهم المواطنين بها ويبيع مساحات منها بعد تخطيطها دون الرجوع للأمانة وهذه تعد أعمالا مخالفة لا يعتد بها وتعتبر ضمن الإحداثيات. * ما هي نظرتكم لتطوير بلديات المحافظات؟ - تولي الأمانة جل اهتمامها لتطوير الخدمات البلدية من خلال العمل على تذليل كافة المعوقات وتقديم الدعم من الكوادر البشرية والآلية بما يكفل أن تقدم الخدمات على أكمل وجه. ولتفعيل اللامركزية للقضاء على البيروقراطية قامت أمانة منطقة المدينةالمنورة مؤخرا بإجراء تعديلات في هيكلها التنظيمي من خلال تعديل مسمى وكالة شؤون البلديات إلى وكالة شؤون بلديات المحافظات، بالإضافة إلى إنشاء وكالة أخرى بمسمى وكالة شؤون البلديات الفرعية والضواحي وتم منح تلك البلديات الصلاحيات اللازمة من طرح وترسية ومتابعة المشاريع لتمكنهم من أداء عملهم. * هناك من يقول إن الهيكلة الإدارية في الأمانة وإلغاء بعض الإدارات وتهميش القيادات ليست مناسبة على ضوء احتياج الأمانة؟ - الأمانة اتخذت قرارات إدارية في مجال تطوير العمل بالتشاور مع أصحاب العلاقة في الإدارات المعنية، حيث يرتكز ذلك على مؤشرات أداء الأفراد الموثقة وتراعي حساسية الوقت وأهمية التصحيح وأساسها (إن خير من استأجرت القوي الأمين)، كما أن الأمانة تنتهج المنهج الإسلامي في التكليف على مستوى القيادات (فالمرء بأصغريه قلبه ولسانه) وبما لا يتعارض مع الاعتبارات الإدارية فنحن أولى في المدينة بحكمة عمر رضي الله عنه، فحينما ينحى أي قيادي من موقعه بسبب عدم مناسبة إمكانياته للدور الجديد المطلوب للتطوير فإنه في معظم الأحيان يوجه لمركز قيادي آخر يتناسب مع متطلبات المرحلة وفي جميع الأحيان يراعى الاحترام والتقدير. * هناك من يتحدث عن مشكلة النظافة في المدينة. وأن الشركة الجديدة ليست وفق المأمول وأن عقد النظافة حوله إشكاليات نتمنى إيضاح الحقيقة؟ - عقد نظافة المدينةالمنورة والقرى التابعة عقد طويل الأجل ومستمر بلا مشاكل أو عقبات، كما لم يلاحظ سكان المدينةالمنورة إحلال المقاول الجديد محل المقاول القديم رغم ضخامة عملية الإحلال، وجاء النجاح في تنفذ الإحلال بين العقدين من خلال حرص الأمانة على التخطيط الجيد ووضع أهداف مرحلية ومنح إدارة مشروع النظافة الجديد فترة زمنية محددة لتنفيذ كافة الأهداف واستكمال أعمال الاستعداد بما يضمن الانتقال من المشروع القديم إلى المشروع الجديد بكل سلاسة خلال خطة زمنية لا تتعدى الشهرين وهو ما يعد إنجازا غير مسبوق في عقود النظافة على مستوى المملكة بالكامل، خاصة إذا ما نظرنا إلى حجم الأعداد من العمالة والمعدات المطلوب سحبها وإحلالها ما بين العقدين السابق والحالي. * أمانة المدينة لها برنامج في مجال التراث العمراني لعمارة المدينة، نود أن تحدثونا عن هذا المشروع. وما الهدف منه؟ - مشروع برنامج الإرث العمراني للعمارة المدينية هو عبارة عن إطار تنبثق عنه العناصر الجميلة للعمارة المدينية القديمة بكافة عناصرها وإيحاءاتها الجميلة التي تميزت بكثرة زخارفها ونقوشها الداخلية وكذلك النقوش الخارجية المتمثلة في دقة تصميم وتشكيل الواجهات من خلال استخدام قطع الأحجار المنقوشة والزخارف الجصية والحجرية حول النوافذ والأبواب الرئيسية، هذا بالإضافة إلى تركيب الرواشين التي أبدع في صناعتها الصناع فبدت كأعمال فنية متميزة تضفي الجمال عليها، ومن هنا انبثقت فكرة ولادة مشروع الإرث العمراني للعمارة المدينية، حيث العودة للجذور والأصول بالعمارة الإسلامية القديمة ممزوجة بعناصر ومتطلبات العمارة الحديثة بارتباط وتناغم جميل يعيد لنا تراثنا، وما مشروع الحي التراثي المديني عنا ببعيد.