بدأ موسم السياحة والسفر نحو الخارج، وبدأت مشاكل المواطنين في الدول السياحية، ويحصد الكثير من السياح تلك المشاكل لعدم معرفتهم التامة بتحذيرات السفارات السعودية وللإرشادات التي تعلنها من وقت لآخر ولجهل الكثير منهم بذلك، ولو عرف كل مسافر أنه سفير لوطنه لحرص على تجاوز الكثير من الأزمات التي تعترضه، لكن في ماليزيا وهي الدولة السياحة الأكثر إقبالا لا يقع في فخ الاحتيال سوى السياح الذين لا يجيدون التحدث باللغة الإنجليزية، حيث تستغلهم عصابات النصب والاحتيال، وتستغل عدم فهمهم للغة الإنجليزية وهي اللغة الثانية بعد لغتهم الأساسية. فيقول ياسر السلمي: إن المشكلات مع السائح السعودي تبدأ لحظة خروجه من مطار كوالالمبور الدولي وخاصة إذا كان لا يتحدث اللغة الإنجليزية، فالفندق الذي قمت بالتأكيد على حجزه لكن لعدم قدرتك على نطق اسمه نطقا صحيحا قد يوقعك في دوامة استغلال ونصب سياحي ابتداء من بعض سائقي سيارات الأجرة الذين لايلتزمون بتشغيل «العداد» فيكلفك المشوار أضعاف مضاعفة إلى النصابين من أصحاب العروض والخدمات الوهمية الذين ينظرون إلى جيبك ويأخذون أموالك بدون تقديم أي خدمة، أو مقابل خدمة رديئة تعكر رحلتك السياحية كإنزالك في فندق ب «نجمة» واحدة لكن بسعر يفوق قيمة الليلة في فندق «خمس نجوم». ويقول علي بن أيمن الغفيلي الذي زار ماليزيا في إحدى العطل الصيفية: إن هنالك عددا من (المحتالين) وهم بكثرة في شارع (بوكيت بينتانج) والأسواق الشعبية كالسوق الصيني و«السوق الهندي» وحتى في حديقة برجي التوأمين يقفون بالقرب من السائح خاصة إذا كان عربيا أو يظهر عليه سمات السائح السعودي الخليجي فيعرضون عليه عددا من الجوالات والهواتف والأجهزة اللوحية الذكية عليها شعارات شركات معروفة وساعات مختلفة على أنها ماركات ويلمح لك أنه تم تهريبها ويعرضها عليك بأرخص الأثمان مقارنة بسعرها الأصلي، لكنها في الحقيقة بضائع مغشوشة وصينية مقلدة. من جهته، وصف سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ماليزيا فهد بن عبدالله الرشيد خلال حديثه ل «عكاظ» أجواء ماليزيا بالمتنوعة وبأنها تمتلك مقومات ومناطق سياحية طبيعية ذات مناظر خلابة تشكل منظومة متآلفة ومجموعة متكاملة يقل نظيرها في العالم كذلك المنتجعات والفنادق التي تقدم خدمات راقية بمفهوم السياحة «الحلال» كما يسميها الماليزيون، والتي في معظمها تناسب العائلات مما جعلها تستقطب السائح السعودي وجعلته يقصد هذا البلد، حيث تزايد عدد السياح السعوديين في السنوات الأخيرة، واستقبلت ماليزيا أكثر من مئة ألف سائح خلال العام الماضي ويشكل السياح السعوديين نصف عدد السياح العرب الذين يزورون ماليزيا وتزداد أعداد السياح السعوديين كل عام بنسبة تتراوح بين 8 بالمائة إلى 12 بالمائة لقضاء شهر العسل والعطل الصيفية وإجازة عيدي الفطر والأضحى وغيرها. وأشار السفير الرشيد إلى أن الحكومه الماليزية تمنح المواطنين السعوديين عند القدوم إلى ماليزيا تأشيرة دخول وإقامة كحد أقصي لمدة (90) يوما بمسمى تأشيرة زيارة يحصل عليها عند وصوله مطارات ماليزيا. وأضاف أنه في حالة تجاوز مدة الإقامة المنصوص عليها أو التخلف بصرف النظر عن الأسباب، فإن الحكومة الماليزية تقوم بتطبيق أنظمتها المتعلقة بنظام الإقامة والهجرة كدفع غرامة مالية أو السجن أو فرض العقوبتين معا (السجن والغرامة). وقال السفير الرشيد ننصح كافة المواطنين بالتأكد قبل السفر إلى ماليزيا، من صلاحية جوازات السفر، بحيث لا تقل صلاحيته عن ستة أشهر من تاريخ السفر، وذلك تماشيا مع ما تشترطه معظم الدول بما في ذلك ماليزيا. وننصحهم باختيار المكاتب السياحية الموثوقة والترتيب الجيد قبل القدوم إلى ماليزيا. كما نؤكد على جميع الرعايا السعوديين الزائرين والمقيمين في ماليزيا، بالمحافظة على جوازات سفرهم، وعدم رهنها لأي غرض كان، أو تسليمه إلا للمسؤولين الذين يرغبون الاطلاع عليه كإثبات شخصية. بالإضافة إلى أهمية تسجيل جوازات سفرهم لدى «القسم القنصلي» بالسفارة حال الوصول إلى ماليزيا لتسهيل استخراج وثيقة سفر أخرى تمكنهم من العودة إلى المملكة في حال فقد جواز السفر، كما يمكن تزويدهم بأي معلومات يحتاجونها وإطلاعهم على الخدمات التي تقدم لهم في حالة تعرضهم لأي مكروه لا قدر الله، وتسهيل استخراج وثيقة سفر أخرى بدلا عنها في حالة فقدها. وحذر السفير الرشيد من أبرز المشاكل التي قد تحدث للسعوديين في ماليزيا كالنصب والسرقات خصوصا خطف حقائب النساء الكبيرة عبر لصوص يستقلون الدراجات النارية والمضاربات. ودعا السفير الرشيد المواطنين السعوديين إلى التواصل مع سفارة المملكة في العاصمة كوالالمبور في حال حدوث أي مشكلة لهم لا سمح الله. حيث قال لا تتردد بالاتصال بنا وإبلاغنا بالواقعة في حينها حتى تتمكن السفارة من القيام بواجبها تجاهك والتدخل للمساعدة في حل المشكلة وإنهائها في مهدها قبل تفاقمها وحصول أي تداعيات أخرى قد يترتب عليها دفع غرامات أو الإيقاف لا سمح الله. كما اثنى السفير الرشيد على حرص المواطن السعودي على تمثيل الوطن في الخارج بالصورة المشرقة التي تليق بها كموطن للحرمين الشريفين، وقبلة للمسلين، ومهد للحضارة الإسلامية والقيم العربية الأصيلة.