يمضي شهر رمضان، شهر القرآن وشهر المغفرة سريعا، وأدعو الله تعالى بأن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يحفظ وطننا ويديم علينا نعمتي الأمن والأمان. - وهذا الموسم لا يوجد نشاط كروي رسمي أو كأس العالم «مثلا» في رمضان عكس الفترات الماضية، مما جعل الفرصة أكبر للتركيز على الاستعداد ومناقشة العمل الماضي، وإعطاء مساحة إضافية ومنطقية للنقد. - وأحببت في هذا المقال التطرق لموضوع «النقد» وكيف يمكن استخدام هذه المفردة عكس ما جاءت به أو هدفها الأسمى، النقد (بالإنجليزية: Criticism) وكما جاءت به معظم التعاريف، هو: فعالية عقلية ومحاكمة تهدف لإظهار عيوب أو محاسن طريقة فكرية أو عملية. - ويكثر الانتقاد في أغلب الأحوال في حالة تردي نتائج عمل أو مهمة، وهو أمر محبذ طالما أن الهدف هو إبداء رأي أو حل يمكن الاستفادة منه للتطوير والتصحيح، لكن أن يتطور الأمر ويصبح الانتقاد لمجرد الانتقاد ولأغراض شخصية، فهنا يكمن الخلل الذي يؤدي إلى الهدم أكثر مما يؤدي للبناء. - والنقد يرتبط بصلة وثيقة بالمجال الرياضي أيضا، وذلك لأنه مجال جماهيري واسع، والثقافة الرياضية أضحت سمة من سمات الشعوب، ولربط ذلك بالمجال الرياضي فالمتابع للشأن الرياضي يلحظ تزايد أعداد النقاد الرياضيين وهو في مصلحة الرياضة في حال وجود الخلفية الكافية والخبرة وأن تكون العاطفة في منأى عن ذلك. - ولكن المشكلة بأن الوسط الرياضي عج بالكثير غير المؤهلين للنقد، فلا مؤهل علمي أو خبرة أو ممارسة، ويجب على الناقد المؤهل أن يراعي خصوصية الزمان والمكان، فهنالك أمور عند مناقشتها أو نقدها علنيا قد تؤدي إلى تفشي العلة والداء وليس العكس. - ويخلط البعض بين حرية التعبير والنقد، فحرية التعبير يجب أن لا تجعل الناقد الرياضي يصب جام غضبة ويركز على السلبيات فقط وهذا هو معول الهدم، بل يجب الالتفات للايجابيات على حد سواء، وما أضر الرياضة لدينا بالتأكيد ليس النقد الحقيقي، بل ترك الحابل على النابل وجعل كلمة «نقد» كملاذ للتجريح والشتيمة والانتقاص! ما قل ودل: لكي يكون نقدك بناء لا بد أن يكون هناك درجة من التواضع والاحترام للآخرين، واحتمال أن يكون الصواب مع الآخرين والخطأ معك. (مبارك بقنة)