استغل عدد من الجزارين قلة المسالخ في صبيا، ليحولوا بعض الغرف إلى مسالخ عشوائية، بجوار سوق الأغنام، مما تسبب في تلوث السوق بدماء الأغنام المذبوحة، حيث يتم سلخها بعشوائية، فيما بات الموقع مصدرا لانبعاث الروائح الكريهة وتواجد للحشرات التي جعلت أماكن الذبح موطنا لها. وعاب كثير من أهالي المحافظة الاكتفاء بالمسلخ النموذجي الوحيد بصبيا، لأنه غير كاف ولا يستوعب الأعداد الكبيرة التي تفد إليه في كل المواسم، بالإضافة إلى إغلاقه في بعض الأوقات. وقال محمد حكمي: للأسف نضطر للتعامل مع هذه المسالخ سواء في المطابخ أو في الغرف البعيدة، والتي هي عبارة عن غرفة صغيرة ملوثة بالدماء وفضلات المواشي، رغم إمكانياته المتواضعة وعدم وجود مشرف صحي مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من المطابخ والمطاعم والمسالخ الأهلية المتواجدة في كل مكان لا يوجد بها أي إشراف صحي. وأضاف: أعلم أن الأطباء البيطريين والمشرفين الصحيين موجودون في مسلخ البلدية، ومعهم نشعر باطمئنان على المواشي التي يتم ذبحها تحت إشرافهم، لكن مسلخ البلدية يبعد عنا نحو 40 كلم، وهو ما يشق على السكان الذهاب إليه، لذا يفضلون المسالخ القريبة حتى ولو كانت عشوائية، مطالبا الجهات المعنية بإيجاد مسلخ تابع للبلدية ولو بحجم صغير يكون قريبا من المدينة لكي يستفيد الجميع من الإشراف الصحي الذي توفره مسالخ البلدية عادة، دعيا إلى ضرورة زيادة أعداد المسالخ ومداهمة أوكار الجزارين غير النظاميين حفاظا على سلامة المواطن والبيئة، في الوقت نفسه شكا عدد من المواطنين الذي يسكنون بعيدا عن المحافظات الرئيسية في المنطقة من غياب المسالخ وعدم تواجدها بالقرب منهم. وحذر علي يوسف من تدهور الأوضاع البيئية في الأماكن التي تتخذها العمالة لذبح المواشي بشكلٍ عشوائي، مشددا على ضرورة مراقبة الجهات المعنية لهذه الأماكن، داعيا في الوقت نفسه إلى زيادة عدد المسالخ على أن تكون قريبة من الأحياء السكنية وفتح باب الاستثمار في مجال المسالخ الحديثة لتفي بحاجة العديد من المواطنين الذين يرغبون في الإفادة من خدماتها وسد الطريق أمام العمالة غير النظامية ممن امتهنوا عمليات الذبح العشوائي داخل الأحياء وخارجها. ويرى محمد العقيد، أن بعد المسافة للوصول إلى المسلخ الجديد، هو السبب في إقبال الأهالي على مثل هذه المسالخ العشوائية. ويشهد مسلخ صبيا النموذجي، زحاما يوميا، مما يتسبب في سد المدخل الوحيد المؤدي إليه بالإضافة إلى سد الطرق المجاورة له وعرقلة حركة المرور، ويؤدي إلى فوضى واكتظاظ مروري وسط غياب الدوريات الأمنية لتنظيم السير وإبعاد الباعة المتوقفين على المدخل. وأوضح عدد من الأهالي أنهم يعانون كثيرا في حالات إغلاق المسلخ، مشيرين إلى أنه بات لا يستوعب العدد الكبير من الزبائن، حيث يضطر الكثيرون إلى الذهاب للأماكن التي تمارس الذبح دون تراخيص، مطالبين بالترخيص لعدد من المطابخ للحد من الزحام على مسلخ الأمانة الذي يخدم آلاف المواطنين من ساكني المدينة والقرى التابعة لها. ويقول عبدالرحمن ظافر: إن الزحام الشديد هو سيد الموقف ولا نعلم ما الأسباب التي تؤدي إلى إغلاق المسلخ بشكل مفاجئ. وأشار عبده جعفري من سكان قوز الجعافرة التي تبعد عن مدينة صبيا أكثر من 30 كلم والتابعة لها إداريا إلى أن الأمانة لم تدرس موقع المسلخ إذ إنه يبعد عن المراكز والقرى الجنوبية والشرقية والغربية من محافظة صبيا إضافة إلى ازدحام بائعي المواشي أمامه بصورة ضايقت مدخل المسلخ وشوهت المنظر العام في ظل غياب الرقابة. وأضاف خالد الفضل: نعاني من زحام أصحاب الملاحم التي تتسابق على الذبح من الصباح ونضطر إلى الانتظار لفترات طويلة، إضافة إلى بعد المسافة وضيق المسلخ وقلة العمالة. وفي مسلخ لأحد المطابخ أقر أحد العاملين بمخالفات ورداءة العمل، وقال: المسالخ لا تمتلك أي تجهيزات حديثة كالثلاجات وأدوات الذبح المتطورة، وكذا فإن بعض الجزارين يذبحون في محلاتهم. من جهته، قال المتحدث الإعلامي بأمانة جازان طارق الرفاعي إن مسلخ محافظة صبيا لم يغلق أبوابه أمام المواطنين بل مستمر، وقد يكون فترة التوقف بسبب غسل وتنظيف المسلخ بسبب كثرة الذبائح ومن ثم عاود العمل مرة أخرى، وتأتي عمليات التنظيف باستمرار حتى لا تنتشر مخلفات الذبح في أرجاء المسلخ. وأضاف: للمسلخ مواعيد دوام يستقبل فيها الذبائح ويقوم بخدمة المواطنين على أكمل وجه.