لا تزال محافظة الخرمة (180 كم عن الطائف) تنتظر أن تطالها أيادي الاستثمار في عدد من المواقع التاريخية والأثرية، ما يؤهلها لاحتلال موقع استراتيجي وزراعي واستثماري متميز، لتكون بيئة جاذبة للسياحة التاريخية والأثرية لتصبح رافدا اقتصاديا حيويا يدعم اقتصاد المنطقة. ويؤكد المحافظ خالد بن لؤي الشريف أن الخرمة أصبحت جاهزة للاستثمار نظرا لما تشهده من مشاريع تنموية، ستجعلها من المشاريع المهمة سياحيا، داعيا رجال الأعمال والمستثمرين للاستثمار في الخرمة كواحدة من أهم المحافظات ذات المردود الإيجابي السريع، مشيرا إلى استعداده وكافة الإدارات الحكومية بالمحافظة لتقديم كل التسهيلات للمستثمرين، مثمنا دور فرع هيئة السياحة بالطائف وما تقوم به من جهود من أجل دعم التنمية السياحية في المحافظة. يذكر أن محافظة الخرمة تشهد تطورا تنمويا كبيرا، حيث يجري حاليا تنفيذ 520 وحدة سكنية من قبل وزارة الإسكان، كما يجري تنفيذ مبنى فرع جامعة الطائف بالخرمة على مساحة 250 ألف م2، وهو في مراحله النهائية، إضافة إلى مشروع إنشاء مقر نموذجي لنادي القوس الرياضي يشمل بيت شباب ومكتبة عامة بمبلغ 60 مليونا من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومشروع طريق رئيسي من الخرمة الى رنية، ومشروع مدينة رياضية، ومشروع مطار إقليمي، ومشروع طريق مزدوج يربط محافظة الخرمة بظلم بطول 80 كم، إلى جانب إنشاء خزان مياه استراتيجي، خصوصا بعد ضخ مياه التحلية للخرمة، وكذلك إنشاء أسواق للمواشي والأعلاف على أحدث طراز. ومن المواقع التي تشتهر بها محافظة الخرمة سوق وسط الخرمة، حيث يقع السوق في الجهة الشرقية من المدينة، وهو عبارة عن محلات تجارية تطل عل ساحة يغلب على بعضها الطابع العمراني التراثي المبنية بالطين، كما أنه يوجد العديد من الحرفيين والحرفيات بالسوق.. ومن المواقع قلعة الشريف بن لؤي، وهو مبنى من الطين مندثر الآن وبقاياه بسيطة، حيث كان مقرا للقائد خالد بن لؤي الشريف وبعد ذلك مقرا للإمارة بعد استلام القائد خالد إمارة الخرمة بأمر من الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، ومن خلالها تم انطلاق فتح الحجاز بقيادة الملك عبدالعزيز.. ووادي الخرمة وهو عبارة عن شريط ممتد من الغريف جنوبا 50 كم إلى عروق وادي سبيع 90كم شمالا، وعلى جانبي هذا الوادي تنتشر المزارع التي تشتهر بإنتاج أجود أنواع التمور والخضروات وبعض أشجار الحمضيات والفواكه، وكذلك قلعة المسهر، ومسجد أبوحميدة الأثري. وكانت هيئة السياحة والآثار بالطائف وبتوجيه من مديرها عبدالله السواط قد قامت مؤخرا بزيارة للخرمة، وقدمت عددا من التوصيات بشأن المحافظة، كان أبرزها: أهمية إنشاء مكتب سياحة وآثار ودعمه بالموظفين، تكليف مركز التراث العمراني بتطوير وتأهيل قلعة الشريف والمباني التراثية بسوق وسط الخرمة، توفير الدعم لتهيئة المباني التراثية ومشاركة أهالي المباني، أهمية إعداد دراسة لمسح المواقع الأثرية ومواقع التراث العمراني بمحافظة الخرمة، ودراسة وتصميم نزل بيئية بمحازة الصيد لقربها من محافظة الخرمة، مع أهمية إقامة فعالية تختص بالمنتجات الزراعية. يذكر أن مساحة المحافظة تبلغ 26 كلم مربع وعدد سكانها يصل إلى 60 ألف نسمة، وتتبعها نحو 145 قرية و4 مراكز.