لا يتوقع بائع الأسماك في سوق جازان حسن سحاري الذي يمارس هذا العمل منذ أكثر من 28 عاما أن يستعيد سوق الأسماك عافيته، ووهجه القديم، مبديا حسرته على ما آلت إليه الأمور، التي وصفها بالإهمال، بعدما كان رائدا في الحراج على أصناف الأسماك وكان رواده بالمئات، حيث يأتي الموردون وصائدو الأسماك للسوق ويتم التحريج عليه مما يجعل كميات كبيرة ترد للسوق، مما وفر الكثير من فرص العمل للشباب. لكن سحاري ينظر لحال السوق حاليا بكثير من الشفقة، لأن البيع تقلص بسبب كثرة المعروض من السمك وكثرة الباعة، مما انعكس على قلة الأسعار، وذلك كله نتيجة لإهمال السوق من قبل المسؤولين، فرغم قلة الأسعار لا يزورنا إلا القليل، لأنهم يعيبون بالطبع حال السوق المتهالك. وعلى نفس وتيرة الانتقاد ينظر البائع أحمد زيلعي للسوق، مشيرا إلى جدرانه المتشققة وساحاته المكشوفة، التي جعلته عرضة للهواء والغبار. ويعيب الكثير من الباعة على السوق أنه تخلص من عمليات الحراج التي كان يشتهر بها، ليبقى السوق حليفا للإهمال والفوضى والعشوائية. ويعتبر الباعة والمتجولون في أرجائه أن السوق قديم وتنقصه العديد من الخدمات، مثل الكهرباء والمياه، كما أن السوق لا يقيهم شدة الحر ولا رياح الشتاء. ولم يكن السوق يسر الباعة ولا حتى المتسوقين، الذين برروا فرارهم من السوق بسبب إهماله وارتفاع أسعار الأسماك بنحو 50% عن السابق، مشيرين إلى أن سعر كيلو الهامور والضيرك والبياض والشعور ارتفع من 58 إلى 75 ريالا، مؤكدين أن غياب الرقابة واحتكار العمالة الوافدة للسوق ربما كانا السبب في هذا الغلاء، متهمين الباعة والصيادين بالتلاعب في الأسعار. واضطر محمد سالم لتقليل الشراء من السوق، رغم أنه من الأشخاص الذين يفضلون الشراء من السوق المركزي، لكنه فوجئ بارتفاع غير عادي في الأسعار، مشيرا إلى أن الارتفاع بسبب جشع التجار وغياب الرقابة، وقال: رغم صولاتي وجولاتي على عدة محلات، إلا أن الباعة فيها يتفقون على سعر بعينه، لذا تقل الحركة الشرائية. وعكس ذلك يضطر حازم الحازمي للشراء، لأن الأسعار التي تعرض هنا في السوق، رغم ارتفاعها، إلا أنها تبقى أقل سعرا مقارنة بما يباع في المحلات الأخرى داخل الأحياء، مضيفا: «مجبر أخاك لا بطل، طالما نريد تذوق الأسماك، والواجب أن يتم تكثيف الرقابة على الأسعار، لمنع التلاعب بنا من قبل الباعة والصيادين». ويتفق محمد مشعوف، وحسين المالكي وعبدالله قدري، على أنه من الطبيعي ارتفاع الأسعار في ظل غياب أي رقابة، فلا نرى جولات تعيد للسوق انتعاشه، أو حتى الباعة الأصليين، الذين طردتهم العمالة الوافدة. وكان واضحا ل(عكاظ) انتشار العديد من المجهولين لبيع الأسماك على اختلاف أنواعها على أرصفة الطريق المجاور للسوق المركزي لبيع الأسماك في مدينة جازان، غير مبالين بالتلوث سواء الأتربة أو عوادم السيارات. من جانبهم دافع عدد من الصيادين عن أنفسهم وتسببهم في غلاء الأسعار، مؤكدين أن هناك شحا في كميات الأسماك، والسبب الرياح وتغير حالة الطقس، مما يضطرهم لتقليل عدد طلعات الصيد. وقال الصياد سحاري: لا تلومونا، فالتقلبات الجوية السبب الذي يمنعنا من دخول البحر، كما أن الأسعار ترتفع أيضا في السوق بسبب تعمد بعض التجار لنقل أسماك جازان إلى مناطق أخرى، مما يقلل المعروض، وهناك طلب زائد في الفترة الحالية خلال الإجازة الصيفية. وتوقع الصياد أحمد زيلعي، استمرار ارتفاع الأسعار حتى نهاية فصل الصيف الحار، لأن أسعار السمك تتأثر بالأحوال الجوية وكميات الصيد. من جانبها حاولت (عكاظ) الحصول على تعليق من أمانة جازان، حول الإهمال في السوق، إلا أنه رغم التواصل مع المتحدث الإعلامي بالأمانة طارق الرفاعي، عدة مرات، ووعوده بالرد، لكنه لم يرد.