رحم الله الزميل بدر أحمد كريم رحمة واسعة، فقد كان لي الأخ والزميل، ورفيق العمل الإذاعي والتلفزيوني على مدى نصف قرن من الزمان، نكافح معا ونثابر، لنقدم للمستمع أفضل ما يمكن أن يقدم من مواد إعلامية وبرامج إذاعية وتلفزيونية. كان أخي بدر رجلا عصاميا، مكافحا، لا يؤمن بالفشل، أصر على أن يكمل دراسته ويبدأ من شهادة الابتدائية، ويجلس في صفوف زملائه الأصغر سنا، وكان هو في أوج نجاحه في الإذاعة، وقمة شهرته، واستمر في مواصلة دراسته حتى تمكن من الحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة الإمام بالرياض. المواقف مع الأخ الحبيب بدر كريم كثيرة ومتعددة، ولا يمكن أن تحصى في عجالة، وليس له منا سوى الدعاء بأن يرحمه ويدخله فسيح جناته.. وفيما يلي مقتطفات قليلة جدا من حياة الراحل بدر كريم: البرامج البرامج التي كان يعدها ويقدمها كانت برامج شعبية محببة لها طابع خاص، يتابعها المستمعون، ويتجاوبون معها، خصوصا برامج «في الطريق» و«تحية وسلام» وبرنامج «أفراح الشعب»، والأخير كنت أشاركه في تقديمه. كان برنامج «تحية وسلام» برنامجا ناجحا ومتميزا وله جمهور عريض من المستمعين، كان يدخل البهجة والسرور على كل أسرة لها ابن مبتعث خارج المملكة، وكان يقدم حلقة خاصة في صباح يوم عيد الفطر، فتكون الفرحة فرحتين لأسر المبتعثين. نقل صلاة العيد كان يحرص دائما أن ينقل مع الزملاء صلاة العيدين من مكةالمكرمة، حيث يذهب إلى مكة منذ الساعات الأولى من إعلان ثبوت العيد، يرتب مع المسؤولين في الحرم والمؤذنين في المكبرية، ليكون هناك تفاهم بين فترة التكبير وفترة تعليق المذيع، وكان عدد من المؤذنين يجتمعون في المكبرية ليقوموا بالتكبير معا، وهذه مسجلة لدى الإذاعة منذ ذلك التاريخ. نقل المشاعر بدعوة من وزارة الإعلام يصل سنويا إلى مكةالمكرمة عدد كبير من مندوبي وسائل الإعلام من جميع أنحاء العالم لنقل الحج من المشاعر المقدسة، وكان بدر كريم يجلس معهم لمناقشة المواد التي سوف تذاع، ويحدد لكل منهم دوره ومدته على الهواء، ويظل معهم طوال فترة الحج، وحتى قبل وبعد الموسم حتى يعودوا إلى ديارهم سالمين. مرافقة الملك فيصل كان هو المذيع المرافق للملك فيصل، رحمه الله، في كل رحلاته إلى الدول العربية والإسلامية، وكان يحرص كثيرا أن تصل إلينا الرسالة يوميا عن أحداث كل زيارة، وعند العود ينصرف لتجهيز فيلم وثائقي عن الرحلة بكافة جوانبها، ومن ثم يعرض التلفزيون الفيلم الذي كانت له مشاهدة كبرى لتتبع أحداث الزيارة. أفضل المذيعين حرص معالي الشيخ جميل الحجيلان، وزير الإعلام آنذاك، على معرفة مدى نجاح وقبول كل مذيع منا لدى المستمع، فتم إجراء طلب من المستمعين لمعرفة مقدمهم المفضل، ودخلنا جميعا في المسابقة، وكان بدر من الثلاثة الأوائل الحاصلين على أكبر نسبة في الأفضلية من قبل المستمعين، فاجتمع الشيخ الحجيلان بهم وهنأهم على ثقة المستمعين بهم. حرص على اللغة كان دائم الاتصال بالشيخ أبي تراب الظاهري والأستاذ محمد حسن زيدان إذا ما أشكل عليه موضوع في اللغة، وكان للأستاذ الزيدان برنامج أسبوعي بمسمى «كلمة ونص»، وكان بدر كريم يذهب إلى بيت الزيدان بالمسجل لتسجيل الحلقة، حرصا منه على استمرارية البرنامج.