عندما كتب الطفل الدرعاوي حمزة الخطيب على جدران مدرسته في يونيو 2011 «الشعب يريد اسقاط النظام» لم ينظر بشار الأسد ورجال استخباراته الى الأمر على انه دعابة طفولة فكانت عملية قتل حمزة ثم كانت حادثة اهانة شيوخ عشائر درعا وحوران ليخرج الناس بعدها صارخين كلمة واحدة هي فعل امر من متكلم الى مخاطب دون اية حواجز وقيود، الشعب صرخ حينها بوجه بشار الأسد «ارحل». بشار الأسد قابل فعل الأمر بفعل القمع، فقتل الناس المتظاهرين سلميا واقتحم مسجد درعا ثم انتقلت النيران الى ساحة حماة فكانت التظاهرة المليونية، فقمع اهل المدينة كما قمعوا من والده سابقا ثم وصلت النيران الى حمص وكانت حكاية الصمود والبطولة ومن منا لا يذكر باب عمرو، وبعد اربع سنوات ونصف وبعد الكيماوي والايراني والافغاني واللبناني والعراقي وكل انواع القمع والقتل هناك فعل واحد صمد وسط كل هذا الضجيج، هو «ارحل». المتكلم وهو الشعب السوري تمسك بفعله والمخاطب وهو بشار الأسد ما زال يضع اصبعيه في اذنيه، الكل حاول معه ان يستمع لصرخة الناس الصديق والقريب والبعيد وما بينهم من وسطاء دوليين وعرب الا ان هواية وضع الاصبعين في الاذنين لازمته حتى بات الحل واحدا لا غير هو الانتقال من فعل «ارحل» الى فعل «الاقتلاع»، فاما ان تقتلع اصبعاه من اذنيه، او ان يقتلع من على الكرسي، ولكن يا ليته يسمع ما يقوله الناس «ارحل».