مع بداية حفلات الصيف وزيادة عدد المناسبات في منطقة الباحة، بات المشروع الواحد لحفظ النعمة في المنطقة لا يكفي لتغطية كافة المناشط، والتي تكثر فيها المناشط وتتسع فيها الموائد. واعتبر الكثير من أهالي الباحة، مشروع حفظ النعمة في قرن ظبي، يعد مفخرة للجميع، لكنه حسب عبدالرحمن معيض الغامدي: لا يمكنه أن يغطي كل الاحتفالات في مواسم الأعياد وشهر رمضان المبارك والحج كونه تتضاعف أعداد المناسبات ويتغافل أرباب الأفراح عن الترشيد ما يستدعي تنامي الأعمال التطوعية بين شباب وشابات المنطقة وتكوين فرق عمل فاعلة، داعيا الجمعيات ولجان التنمية الاجتماعية إلى تفعيل دورها. ويعول الأهالي كثيرا على الجهات الخيرية بالتوسع في برنامج حفظ النعمة من خلال مشاريع خاصة تتولى حفظ الزائد من الأطعمة وإعادة تهيئته وتوزيعه على المحتاجين، مطالبين بتبني الجمعيات الخيرية أكثر من مشروع لحفظ النعمة، وإعادة تغليفه وتقسيمه في شكل وجبات جاهزة. وأشار بخيت الزهراني، إلى أن مشروع حفظ النعمة في بلدة قرن ظبي يوزع كل صيف ما يزيد عن 80 ألف وجبة خلال 14 عاماً، بعد أن يستقبل فائض الولائم والمناسبات وترسل السيارات المهيأة لنقلها وإعادة ترتيبها وتهيئة المكان والأواني المناسب منها وتأمين عبوات يتم توزيعها على المحتاجين المتعففين. وبين رئيس الجمعية الدكتور سعيد أحمد عيدان أن عمر المشروع الرائد والأول في منطقة الباحة 14 عاما ويعمل في موسم الصيف فقط، حيث يوزع 80 ألف وجبة سنويا خلاف ما يتم توزيعه على المحتاجين في حينه. وأوضح المشرف على المشروع أحمد عبدالله الزهراني، أن المشروع يستعد لانطلاقة أعماله لهذا العام في الثاني من شوال المقبل، على مراحل متعددة بحيث يستقبل الفائض من الأطعمة ويفرز الأرز عن اللحم ويؤخذ الصالح منه ويوضع في علب خاصة ويبرد ويوزع في مناطق مختلفة داخل المنطقة وخارجها، مشيرا إلى أن المشروع يعمل في مدينة الباحة ومحافظات العقيق والمندق والقرى والأطاولة وقلوة والمخواة، ويغطي 33 قاعة أفراح في (السراة وتهامة والبادية) ويوفر خلال فترة الصيف ما يقارب 30 وظيفة عمل للشباب السعودي، لافتا إلى أن المشروع يعمل على توزيع الفائض من الطعام وفق آليتين الأولى التوزيع المباشر للمستفيدين، حيث تتوجه سيارات المشروع إلى نقاط محددة يتم التوزيع المباشر من خلالها، والأخرى تتمثل في التوجه بالفائض من الطعام إلى المقر الرئيسي للمشروع وتتم تعبئته في علب ويبرد بعد فصل الأرز عن اللحم ويتم توزيعه في مناطق مختلفة فيما بعد، مبينا أن المشروع يعمل من خلال 22 موقعا في سراة الباحة والقطاع التهامي للمنطقة ويراعى في التوزيع التوقيت المناسب نظراً لظروف بعض العوائل المستفيدة، وفي الأوقات التي تتأخر الحفلات أو المناسبات عن الساعة العاشرة ليلا يتم توزيع الأطعمة الفائضة على العمالة المثبتة عناوينهم لدى المشروع، مبديا سعادته بتعاون أصحاب الأفراح وملاك القصور مع موظفي المشروع من خلال التنسيق بين إدارة المشروع في عدد من الجمعيات الخيرية وبين أصحاب قصور الأفراح والاستراحات لاستلام ما يفيض من الأطعمة وتوزيعها على الأسر المتعففة ومحدودي الدخل عبر سيارات مجهزة وفرق مدربة لهذا الغرض. وأشار عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية في الباحة عبدالرحمن أبو رياح، إلى أن المشروع مدرج ضمن المشاريع التي سيتبناها المجلس الجديد للجمعية كونه من المشاريع الحيوية الهامة وستتم الاستفادة من مشروع قرن ظبي كون الأدوار تتكامل في هذه البرامج القائمة على مبدأ حفظ النعم وعدم هدرها أو العبث بها وتلبي احتياج شريحة من شرائح المجتمع لا يمكن إغفالها خصوصا المتعففين. وتبلغ كلفة المشروع التشغيلية ما يقارب 150 ألف ريال خلال فترة الصيف، ويتطلع القائمون على المشروع إلى دعم أهل الخير للوقوف مع المشروع والبذل له بتوفير السيارات المجهزة والتبرع النقدي ليؤدي رسالته من خلال تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي. وكان أمير منطقة الباحة صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز، نوه بالمشروع ووصفه بالرائد كونه يقوم بدور مهم في حفظ النعمة وعدم إهدارها والعناية بها حتى تصل محتاجيها، وعبر أمير الباحة عن سعادته بما شاهده من حرفية عالية في الأداء في مثل هذه المشروعات الخيرية، وأثنى على العاملين في الجمعية، داعياً إلى مضاعفة الجهد في نشر ثقافة حفظ النعمة والترشيد. وأوضح مدير فرع وزارة الشؤون الاجتماعية في منطقة الباحة أحمد بن إبراهيم العاصمي أن المشروع يتنامى دوره من خلال وعي الناس بأهميته التي تتمثل في إعادة تدوير الأطعمة الزائدة والمتاحة وتوزيع ما يصلح منها خدمةً للفقراء وتوعية للقادرين والأغنياء من خلال استغلال فائض الطعام من الولائم والأعراس والفنادق وتجهيز هذا الفائض في صورة وجبات، ومن ثم توزيعها على العاملين والأسر المتعففة.