كتم دخان المعسل والشيشة، أنفاس سكان حي الفيصلية، بعدما وجدوا أنفسهم مضطرين للبقاء تحت سحب من الدخان، بسبب ما اعتبروه تقاعس الجهات الرقابية في امانة جدة وغياب الرقابة على المقاهي التي تم السماح لها بالعمل وسط الحي وفي منطقة رئيسية كان من المفترض أن تكون منطقة عامة للأسواق والمطاعم. وأكد سكان الحي أن تلك المقاهي جلبت لهم المشاكل من تجمعات الشبان لساعات متأخرة من الليل بالاضافة إلى انتزاعهم مواقع مركباتهم وانتشار رائحة الشيشة والمعسل لمسافات بعيدة اضرت بكل المنطقة دون رقيب أو حسيب عليهم. وقال عبدالله الحربي: سكنت في الحي لقربه من المدرسة التي اعمل بها غير أن المفاجاة هي رائحة المعسل التي تتسلل الى منزلي وتسببت في مرض ابنتي المصابة بالربو وانا الآن ابحث عن منزل آخر. واعتبر بقاء هذه المقاهي بصورتها الحالية ضد مصلحة قاطني هذه الأحياء السكنية، لما ينبعث من المقاهي من أدخنة، ناتجة عن تدخين الشيشة والسجائر وإشعال الفحم، كما أنها تضفي على المنطقة التي تحيط بها روائح غير مرغوبة من قبل العائلات التي تقطن المنطقة، وعادة ما تكون تلك الروائح خاصة بأدخنة المعسل والشيشة التي اصلا يمنع تقديمها داخل مقاهي وسط الاحياء إذ يرتادها عشرات الاشخاص كثير منهم من جنسيات عربية وافريقية لا نعرفهم في الحي. وقال سعيد الزهراني: لا يقبل أي شخص أن يسكن في منطقة تعج بالمقاهي التي يرتادها مئات الاشخاص من جنسيات مختلفة وهو ما يلقي بالضرر علينا بكل معنى تلك الكلمة بسبب الشيشة والدخان والمعسل بالاضافة الى كونها عامل جذب للمراهقين الذين تعلموا خلال جلوسهم في تلك المقاهي تدخين الشيشة. وأوضح الزهراني أن التلوث البيئي الناجم عن المقاهي يصاحبه ازعاج اكبر لسكان الحي الذين لا يكادون يجدون لهم موقف سيارة فزبائن المقاهي يقفون اسفل منازلهم دون اعتبار لصاحب المسكن وللاسف كلما توجهنا للعاملين في تلك المحلات بهدف تحذير زبائنهم من عدم الوقوف في مواقع سياراتنا نجدهم يطالبون منا نحن الحديث مع الزبائن والبحث عن اصحاب المركبات بانفسنا. وقال مروان اليماني: لوجود المقاهي وسط الحي السكني وبجوار اسواق ومراكز تجارية مساوئ عدة، أبرزها عرقلة حركة المرور فاصبحنا نعاني من قلة وندرة المواقف، ما يعني أن زوار تلك المقاهي يأخذون حيزا كبيرا من الشوارع التي يوقفون بها سياراتهم كما يقفون بطريقة عشوائية وفوق الارصفة وامام منازلنا ما ينتج عن ذلك بطء حركة المرور للسيارات التي تمر بمحيط تلك المقاهي الشعبية الواقعة بوسط الأحياء السكنية. وقال المقيم بيير انكولان: اصبحت اتعمد في الايام التي تشهد مباريات أن اخرج من الحي او اقضي كل حاجياتي مبكرا حتى لا اضطر للخروج وقت المباراة التي تعرضها تلك المقاهي، حيث يتجمع الأصدقاء والزملاء في المقاهي لمتابعة المباريات حتى ساعات متأخرة من الليل، الأمر الذي يزعج كثيرا العائلات التي تسكن بجانب تلك المقاهي، حيث تتعالى هتافات الزبائن داخل المقاهي وكأنهم يشاهدون المباراة في استاد رياضي وليس في مقهى. واضاف بيير كولان: وقت خروج الزبائن من المقاهي بعد انتهاء المباراة يتسببون في إزعاج كبير، كما أن استمرار بعض المقاهي الشعبية في العمل حتى ساعات متأخرة من الليل، أمر غير مستحب بين العائلات ويثير إزعاجهم، ونطالب الجهات المعنية بنقل المقاهي من الأحياء السكنية إلى الشوارع التجارية وإلى أطراف المدن. وأفصح عمر فلاتة احد سكان حي الفيصلية عن معاناته من تلك المقاهي وقال: منظر غير حضاري وقد انتشرت مئات الكراسي خارج المقاهي ووسط الشارع وعلى الارصفة وظهرت عدة المعسل في الخارج وهو ما يجتذب شريحة كبيرة من المراهقين. يذكر أن الانظمة البلدية تمنع إقامة المقاهي داخل الأحياء السكنية والأدوار العلوية للمباني وأسطح المباني أو المحال التجارية أسفل المباني السكنية وإلى جوار المساجد والمدارس. فيما وضعت أمانة جدة اشتراطات لتنظيم وضع المقاهي في المدينة، ومن هذه الاشتراطات أن يكون المقهى على شارع تجاري أو في المراكز التجارية أو على بعد 30 مترا عن محطات الوقود وألا تقل المساحة الكلية للمقهى عن 400 متر مربع، وألا تقل الواجهة المطلة على الشارع الرئيسي عن 20 مترا. كما يجيز النظام إقامة المقاهي في أماكن المستودعات ومعارض السيارات ومحطات ترحيل المسافرين وعلى الطرق السريعة (الاستراحات)، وغيرها من الأماكن الأقل ضررا على المجاورين.