طالب عدد من المواطنين وزارة النقل بمتابعة المقاولين ومساءلتهم عن تقصيرهم في خدمات المشاريع التي يتولون تنفيذها بالمنطقة الشرقية، واتفقوا في أحاديثهم ل«عكاظ» على أن عددا من هؤلاء المقاولين فشلوا في تنفيذ المشاريع الخاصة بالطرق المناطة بهم، ما تسبب في حدوث الكثير من الحوادث المرورية جراء رداءة تنفيذ الطرق السريعة، وساقوا دليلا على مشروع طريق بقيق/الدمام الذي تم الانتهاء منه، وفي العام التالي مباشرة تعرض الطريق للكثير من الحفر والمطبات، إضافة الى أن الشركة المنفذة عمدت إلى تكسير الحواجز الخاصة بمنع دخول الإبل إلى الطريق لإتاحة المجال لشاحناتهم ومعداتهم للدخول إلى الصحراء وأخذ الرمال من جانبي الطريق، ما يشير إلى انعدام الدقة في العمل وإنهاء المشروع حسب المواصفات المطلوبة، مايعرض المواطن للمخاطر في النهاية. يقول المهندس سعود الغدير وهو عضو المجلس البلدي في بقيق سابقا: في السنوات الأخيرة لم نفرح بالمشاريع التي تنفذها وزارة النقل مثل طريق بقيق/الدمام، إذ أصبح هذا المشروع من المشاريع التي أساءت في الحقيقة لسمعة الطرق في المنطقة الشرقية، وفي رأيي أنه يجب وضع المقاول منفذ المشروع في القائمة السوداء، إذ ظهرت كثير من العيوب الاسفلتية وكثرة المطبات على طول الطريق ولما يمض على تسليمه للوزارة سنة واحدة فقط، والعابرون على الطريق دائما ما يعبرون عن استيائهم مما يرونه على طول الطريق من حوادث مرورية أسهمت رداءة الطريق في حدوثها بنسبة كبيرة. ويشير الغدير إلى مشكلة أخرى على هذا الطريق: المقاول المنفذ للمشروع عمل على تحطيم الحواجز على جانبيه والتي وضعت أساسا لمنع دخول الإبل السائبة ليلا ونهارا، ونظرا لحاجته للرمال فقد كسر هذه الحواجز للحصول عليها من جانبي الطريق وأصبحت هذه الحواجز مفتوحة لعبور الجمال على طول الطريق ما يهدد بمخاطر جمة رغم أن الدولة صرفت على هذا تنفيذ هذا الطريق أكثر من 150 مليون ريال. وطالب الغدير بتشكيل لجنة عليا تضم مختصين ومهندسين لمتابعة جودة الطرق المنفذة والتنسيق بين الجهات المعنية لمتابعة جودة التنفيذ بعد فترة من تسليم المشروع، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون هناك ضمانات على جودة الأعمال الاسفلتية واختبارات للاسفلت والتربة. تصدعات وتشققات من جهته، أشار المهندس مطلق بن عبدالله السبيعي عضو المجلس المحلي في محافظة بقيق، إلى تعرض الكثير من الطرق المنفذة بالمنطقة الشرقية إلى التصدع والتشقق بعد إنشائها بفترة قصيرة، وساق مثالا على ذلك بطريق الظهران/بقيق، «لم يمض على تسليمه سنة حتى تبين للجميع المستوى التنفيذي السيئ للشركة المنفذة، ما أضر بالمصلحة العامة، وما يثير الاستغراب أن الشركة المنفذة رفضت بعد مضي 3 سنوات إصلاح العيوب الكبيرة التي ظهرت على الطريق، ما اضطر الوزارة إلى القيام بإصلاح العيوب عن طريق مقاول آخر، ما يعني صرف ميزانية إضافية غير تكلفة تنفيذ الطريق التي بلغت 165 مليون ريال»، مؤكدا أن الإحصاءات تشير إلى أن أكثر من 60 بالمائة من الحوادث الخطيرة التي تنتج عنها وفيات وإصابات بالغة هي تلك التي تقع على طريق بقيق/الدمام. إغلاقات منهكة ويقول المواطن حاكم حمود العلي وهو من أعيان أهالي الخفجي أيضا: كثير من ضحايا الحوادث يموتون أو يصابون بسبب سوء تنفيذ الطرق وعدم دقة السلامة المرورية فيها كالتحويلات والإغلاقات التي أنهكت مستخدميها. وأضاف «فقدنا كثيرا من شوارعنا الرئيسية بسبب المشاريع المهمة والحيوية التي أبت أن تنتهي وأغلبها متعثر كالدائري والساحلي اللذين سيسهمان عند انجازهما في تقليل الزحام والضغط الذي شهدناه خلال السنوات الثلاث الماضية، ونأمل من وزير النقل أن يسلط الضوء على طرق الشرقية من ناحية سرعة إنجاز المشاريع المتعثرة». اهتمام غير لائق ويشير المواطن غباش حواس الرويسي أحد منسوبي أرامكو السعودية، إلى أن الدولة خصصت الميزانيات الضخمة لتنفيذ المشروعات الخدمية والتطويرية لتلبية احتياجات المواطنين من خدمات الطرق وغيرها، ورغم هذه الميزانيات التي تصرف للتنفيذ في أسرع وقت وبأرقى المواصفات تتعرض إلى عدم الاهتمام اللائق من قبل المقاولين الذين لم يظهروا تلك المشاريع بالشكل اللائق بالمنطقة الشرقية، ومن ذلك طريق أبو حدرية الذي يمثل كابوسا كونه يعج بالشاحنات ليلا ونهارا، ولكن المشكلة الكبرى تتمثل في كونه سيئا من ناحية السفلتة، حيث تجد سفلتة غير سوية وغير مستوية كل 10 كلم بسبب الشاحنات ما يدل على أن السفلتة أساسا لم تأخذ في الاعتبار طبيعة استخدام الطريق من قبل الشاحنات، بالإضافة إلى عدم وجود الصيانة الدورية المطلوبة، ما تسبب في كثرة الحوادث المرورية، وما يعانيه هذا الطريق بالإضافة إلى تلك المشكلة هو عدم توفير إنارة كافية تسهل على السائقين الرؤية الليلية، وعدم وجود مركز إسعاف أو دفاع مدني أو مركز لقوة أمن الطرق. القديم أفضل ولكن المواطن شاكر مجول الشمري من منسوبي التعليم في بقيق أشاد بطريق الخفجي القديم، إذ قال إن هذا الطريق يتمتع بجودة عالية منذ سنوات، وفي الوقت ذاته، انتقد طريق أبو حدرية/الخفجي الذي قال إنه أصبح متهالكا بعد فترة قصيرة من تنفيذه، وأصبح يهدد سالكيه، متسائلا: أين دور الجهات المعنية في ضبط جودة الطرق الجديدة التي اتضح أنها لا تتمتع بذات جودة الطرق التي تم تنفيذها قديما؟ وقال إن ذلك بسبب عدم جودة المواد المستخدمة في التنفيذ، وقارن بين طريق الخفجي القديم ذي المسار الواحد الجيد حتى الآن، وطريق الخفجي/أبو حدرية المزدوج الذي لم تمض سنوات حتى تحولت تشققاته إلى حفر تتطاير مشتقاتها على زجاج المركبات. أما المواطن أحمد الهوساوي من سكان محافظة بقيق، فأبدى ملاحظة على تواجد الشاحنات بطول ثلاثة كيلومترات عند الإشارات المحيطة بالطريق الساحلي قرب إشارة الميناء وحتى تقاطع شارع الملك عبدالعزيز القادم من إشارة الميناء مع تقاطع طريق الدمام/الخبر السريع، إضافة إلى طريقي الخدمة لهذا الطريق للقادم من الغرفة التجارية والمنطقة الصناعية للقادم من الدمام، وقال إن هذه التقاطعات الثلاثة تفتقد إلى لوحات تمنع دخول الشاحنات في وقت الذروة الصباحية، حيث وضعت فقط لوحات قرب إشارة الميناء مع الطريق الساحلي، واعتبر ذلك غير كاف «خصوصا أن معظم الشاحنات تخرج من الميناء».