نشرت الصحف خلال الأيام الماضية آراء وأنباء مشجعة أسأل الله أن يعين المسؤولين على تحقيقها. كتب أخي وصديقي د عبد الله باسلامة أستاذ طب النساء والولادة يجدد دعواه للتوليد المنزلي. ويذكر أخي عبد الله أن هذا كان موضوع حوار بيننا منذ أكثر من عقدين من الزمان. والسؤال المطروح ما بالنا نهمل التوليد في المنازل على أيدٍ مدربة بدلا من الاقتصار على التوليد في المستشفيات؟ علينا أن نتذكر أن نحوا من 80% من الولادات هي ولادات طبيعية، وما صعب منها يمكن تشخيصه مبكرا وإحالته الى المستشفى. خبر أسعدني وهو ما أعلن على لسان معالي وزير الصحة من أن المستشفيات الحكومية ستكون مستشفيات تعليمية، وهذا ما يجب أن يكون. من الخطأ بمكان أن يقتصر تدريب طالب الطب وطبيب الامتياز على المستشفى التعليمي. يجب أن يتدرب أيضا في المستشفيات العامة وفي المراكز الصحية وعلى الصحة المنزلية. يجب أن يتدرب على الوقاية من المرض وعلى علاج المرضى في آن واحد. خبر آخر أسعدني. ذلك ما لمسته من اهتمام وزارة الصحة بتطوير الرعاية الصحية الأولية. منظمة الصحة العالمية تؤكد على أن مراكز الرعاية الصحية هي حجر الأساس في أي نظام صحي في أي مكان في العالم ذلك أنها تعنى بالارتقاء بصحة المجتمع ووقايته من الأمراض الى جانب علاج المرضى. ولن يتأتى لها ذلك إلا إذا خرجت بنشاطاتها إلى خارج جدران المركز الصحي وتوفرت لها الصلاحيات المالية والإدارية لكي تتحرك وتبدع في إطار طبيعة المجتمع واحتياجاته ثم تحاسب على النتائج. لا في إطار القيود المالية والإدارية التي كثيرا ما تقيد من حركاتها وتحول بينها وبين الإبداع. كنت أناقش مع طلابي في كلية الطب. أيهما أصعب إنشاء مستشفى 200 سرير أم مركز صحي يهدف الى التغيير. وننتهي من النقاش بأن إنشاء مركز صحي أصعب. أقول مرة أخرى أصعب ولا أقول مستحيلا. بالتخطيط العلمي السليم يمكن أن نرتقى بأداء المراكز الصحية لتؤدي دورها المأمول. أيضا سعدت بما نشر عن اهتمام الوزارة بالصحة المنزلية. والتي هي مستقبل الرعاية الصحية. مازلت أذكر صديقي د. توني فوتورو عميد كلية طب أريزونا عندما صحبني لزيارة عائلة تتلقى الرعاية الصحية المنزلية وقال لي بالحرف الواحد. لو نسي كل ما سبق أن عملته وذكر لي أني أسهمت في إدخال الصحة المنزلية في مدينة توسون لكفاني ذلك. أما ما نشره أخي الأستاذ عبد الإله الهوساوي عن قضية الصحة والقوى البشرية فيستحق أن يقرأه ويقف عنده كل مسؤول ويسعى الى تحقيقه. فقط أحببت أن أذكر الزميل الكريم بأن مهمة القوى البشرية الصحية ليست فقط سلامة المرضى، وإنما صحة الإنسان. فالوزارة ليست وزارة مرض وإنما وزارة صحة. وعنايتنا يجب أن تكون بالإنسان.. بوقايته من المرض وبعلاجه إذا مرض. هذا الهدف الشمولي يجب أن يكون ماثلا أمام كل مسؤول، وكل طبيب، وكل فرد من أفراد الفريق الصحي. وبالله التوفيق..