قال وزير الدولة اليمني الدكتور محمد العامري إن النجاح الذي حققه مؤتمر الرياض، الذي جمع مختلف الأطياف السياسية فاق كل التوقعات، من حيث نوعية المشاركين، والمخرجات التي توصلوا إليها بإجماع واضح، وشملت رفض انقلاب جماعة الحوثي على الشرعية الوطنية، وأهمية تطبيق قرار مجلس الأمن (2216) الداعي إلى تسليم سلاح الحوثيين وانسحابهم من المناطق اليمنية التي احتلوها. وأضاف في حواره مع (عكاظ) أن المشاركين في مؤتمر جنيف سيعملون على تكريس تنفيذ إعلان الرياض وإيجاد آلية تنفيذية للقرار 2216 وأهمية استعادة الدولة وبنائها على أساس فيدرالي، والإسراع في انتقال الحكومة اليمنية إلى ممارسة مهامها من داخل اليمن وهنا نص الحوار: كيف تقيم نتائج مؤتمر الحوار اليمني في الرياض والتهيئة لمؤتمر جنيف؟ ●● نتائج المؤتمر كانت فوق ما توقعه الكثيرون، سواء من حيث نوعية المشاركين، حيث جاءت من مختلف المكونات السياسية باستثناء جماعة الحوثي وأنصار المخلوع علي صالح. فقد استوعب مؤتمر الرياض كافة الأطياف اليمنية بشكلها العام، التي أجمعت على رفض الحوار مع الحوثيين وأنصارهم. أما ما يختص بالشق الموضوعي، فمخرجات المؤتمر كانت واضحة وليس بها أي لبس، وقد أكدت على أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن (2216) الخاص بالأزمة اليمنية، وعلى رفض الانقلاب الحوثي ضد الشرعية الوطنية، وأهمية استعادتها الى جانب المؤسسات الحكومية، والتأكد على أن بناء الدولة اليمنية يجب أن يقوم على أساس الدولة الاتحادية، المستندة على مخرجات الحوار اليمني في صنعاء. إلى جانب الإسراع الفوري في دخول الحكومة اليمنية لممارسة مهامها من داخل اليمن. وفي هذا السياق أود الإشارة الى كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للمشاركين في المؤتمر، التي جاءت ضافية ومعبرة لتطلعات اليمنيين نحو بلادهم، في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية. ومن المؤكد أن مؤتمر جنيف سيعمل على تنفيذ القرار 2216 وتثبيت مقررات إعلان الرياض. عدم مشاركة مندوب من جماعة الحوثي في اجتماع الرياض.. ماذا يعني؟ ●● أولا لم تشارك أي شخصية تمثل جماعة الحوثي، أو تنتمي لها بشكل صريح، وإنما كانت هناك مجموعة كبيرة من قيادات حزب المؤتمر الشعبي التي انشقت عن رئيس الحزب وسياساته المتحالفة مع الحوثيين، والتي كانت السبب الرئيس في ما هو عليه اليمن الآن. لكن الأهم من كل ذلك أن مؤتمر الرياض لم يشهد أي تغير في أجندته المعدة سلفا، والمبنية على مؤتمر الحوار اليمني، لبحث آليات تنفيذه في المرحلة المقبلة. وعدم مشاركة الحوثي يعني عدم حرصهم على الحل السلمي. ما هي رؤيتكم لمؤتمر جنيف؟ ●● أي حوار قادم سواء في جنيف أو أي مكان يجب أن لا يتجاوز ما تم الاتفاق عليه سابقا، بما في ذلك ما تم في مؤتمر الرياض. فالذهاب الى جنيف هدفه تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتحديدا القرار رقم (2216) الخاص بالأزمة اليمنية الذي لم يطبق حتى الآن من الأممالمتحدة الداعية إلى هذا المؤتمر. وبالتالي كان موقف الرئيس والحكومة والقوى السياسية اليمنية المشاركة قرارا حكيما وواضحا. ولماذا يلتقي المبعوث الدولي لليمن بمسؤولين إيرانيين؟ ●● إيران ضالعة فيما يجري في اليمن، فهي من غذى الانقلابيين بالسلاح، ودعمتهم ولا تزال تدعمهم حتى الآن، ولقاءات المبعوث الدولي بالمسؤولين الإيرانيين تأتي انطلاقا من معرفته ببواطن الأمور، وبالمصالح الإيرانية المتحققة من الأزمة اليمنية. إلا أننا يجب أن لا نكرر أخطاء المبعوث الدولي السابق جمال بن عمر، الذي أعطى الحوثيين مزيدا من الوقت والفرص ما مكنهم من السيطرة على كثير من المناطق اليمنية.. وكما جاء في الحديث الشريف (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين). وأؤكد أنه لا مكان لإيران في مؤتمر جنيف إطلاقا لأنها جزء رئيسي من الأزمة وليست جزءا من الحل.