حادثة مسجد العنود في الدمام، والتي وقعت الأسبوع قبل الماضي في بيت من بيوت الله، رغم سوداويتها وبشاعتها، إلا أنها قدمت نموذجا من شباب الوطن، فأشرقت بنا في سماء التفاؤل ورحابة المستقبل، والذي لن تقوم نهضته إلا به، فكما قلت لكم بأن سوداوية المشهد، إلا أنني غرقت في مياه التفاؤل، وذلك لما قدمه الشاب عبدالجليل الأربش من تضحية في سبيل إنقاذ المصلين الآمنين، فكما ضم المشهد إرهابيا وضيعا فخخ نفسه لتفجير أبناء وطنه، قام شاب آخر للدفاع عن أبناء وطنه حتى لو ضحى بنفسه. وأقول اليوم بأن النموذج الأول وهو الإرهابي المفخخ نادر بين شبابنا، وهم فئة خرجوا عن جادة الصواب ليقعوا في مستنقع المضللين والحاقدين على أمن الوطن ووحدته، باع نفسه لأذيال الشيطان ولأعداء الوطن، والذين لا يريدون له ولشبابه خيرا. ولكن يظل النموذج الثاني المحب لوطنه والمدافع عنه هو الغالب الأعم في مجتمعنا، فكل منا هو عبدالجليل الأربش، فنحن فداء لهذا الوطن ولوحدته ولنمائه، فكثير من الشباب لا ينصاع لدعوات الحاقدين، فهو الأساس الذي يبنى عليه المجد، وهو الوقود الذي يشعل محرك النهضة، ولا مجال لاختراق المجتمع، فنحن بالشباب وبوعيهم سنعبر محنتنا، ونقول للعالم أجمع أن الشباب السعودي، شباب سلام، وشباب بناء.