"كوثر الأربش" هذا الاسم.. سوف يستقر في ذهن كل مواطن محب لهذا الوطن المخلص لقيادته والحريص على سلامة شعبه ومن يقيم فيه.. هذا الاسم هو لسيدة فاضلة قدمت لهذا الوطن فلذة كبدها ليدفع عنه الشر وعن مئات المصلين في جامع "العنود" بالدمام يوم الجمعة الماضي.. قد لاحظ ابنها "عبدالجليل الاربش" الطالب في إحدى الجامعات الأميركية والعائد إلى مدينته الحبيبة وأهل بيته ليعقد قرانه بعد أيام فقط.. وصار التفجير وقضى على "عبدالجليل" واستشهد في الحادث إلى جانبه (3) شباب آخرين.. بكل ما كانت ستؤدي إليه الجريمة من حصد لأرواح المئات من المصلين.. لذلك فإن الوطن بكل أهله يقف اليوم إجلالاً لأم الشهيد.. كما يقف احتراماً لكل الأمهات والآباء الذين فقدوا أبناءهم في مواجهة الشر بكل تأكيد.. ومن يعرفون هذه السيدة الفاضلة "كوثر الأربش" يتحدثون عن عاشقة وطن جندت نفسها وأولادها لمكافحة "الطائفية" و"المذهبية" وأرسلت أكثر من رسالة إلى إيران عبر وسائل التواصل الاجتماعي تطالبها بالكف عن الفتنة التي تمارسها للدس بين الشعوب وتهديم الأوطان واستهداف بلادنا على وجه الخصوص.. لقد قدمت السيدة الفاضلة "كوثر الأربش" روح ابنها فداء للوطن واحتسبته شهيداً في رحاب الله.. وتوجب علينا اليوم أن نهنئها على أن اختار رب العزة والجلال ابنها إلى جواره لينعم بجنات الخلد.. أما المجرمون في داعش وأذنابهم من الخونة لهذا الوطن أو المتآمرين عليه فإن الله سينتقم منهم شر انتقام.. وسوف لن يتركنا نهباً لعبثهم.. وفظاعة جرائمهم.. شيء أخير أريد أن أقوله هو.. أن شهداء "الدالوة" و"القديح" و"الدمام" وكل الشهداء في مختلف أرجاء الوطن جديرون بالتكريم.. جديرون بالتخليد.. جديرون بأن نذكّر بهم الأجيال القادمة.. وبالأثمان الغالية التي دفعوها من أجل هذا الوطن.. فهم أمثلة مشرقة.. ومشرفة على التضحية من أجل بلدهم وتأمين سلامة وطنهم ومواطنيهم.. وهذا أقل ما يجب أن نقدمه لهم ولأبنائهم وأسرهم.. وكذلك لإشاعة روح الفداء والوطنية بين الجميع. سنة وشيعة.. ضمير مستتر : من يدفعون أرواحهم ثمناً لأوطانهم يكتبون تاريخهم بدمائهم الزكية على صفحات من ذهب