بينما كنت أفكر، كم صديقا خسرت العام الماضي، تذكرت أن الأسبوع المقبل، يصادف الذكرى السنوية الأولى لانتحار الفنان والملحن والموسيقي الكردي السوري زعيم كندش الذي ولد في مدينة كوباني الكردية بأقصى الشمال السوري عام 1972، وبدأ مشواره الفني في عام 1984 قبل أن يقرر مغادرتها شنقا في الثالث من يونيو (حزيران) من العام الماضي؛ لأسباب لا تزال مجهولة لكثيرين من أصدقائه وأقاربه، ليلتحق بشقيقه الفنان باران كندش إلى مقبرة كوباني جنوبي المدينة، والذي فارق الحياة والغناء في عام 2003. ويمكننا القول إن الفنان «زعيم كندش» يعد من أبرز موسيقيي الكرد في سورية، والذين قدموا الكثير للأغنية الكردية المعاصرة، ولا سيما أنه ينحدر من عائلة موسيقية عريقة، فهو الشقيق الأصغر للفنان الكردي السوري الشهير «مجو كندش» الذي يعيش في أوروبا منذ سنوات، وكذلك الراحل باران كندش. تذكرت أيضا أثناء جولة تفكيري تلك، ماذا قال لي شقيقه «منذر كندش» في ذلك اليوم، أعني يوم رحيل «زعيم كندش» الذي وصفه بالوتر المعلق، قائلا «لظروف خاصة بالقيد والسجل المدني، لم يتمكن شقيقي زعيم أن يلتحق بالدراسة في المدارس السورية (الحكومية)، فقد أحب الموسيقى ونهل من منابعها على يدي شقيقيه الفنان مجو كندش الذي يقيم في أوروبا حاليا والحاضر الغائب باران كندش، بالإضافة لريشة عازف البزق أحمدي جب وروح الموسيقار الكلاسيكي الكبير وعازف العود رشيد صوفي»، قبل أن يعود بذاكرته إلى بدايات شقيقه الفنية، ليقول «لقد تمرن على آلته البزق طويلا، وعزف مع الراحل باران كندش في عدة أعمال، منها الألبوم الغنائي جيان، والذي يعني « الحياة» بالكردية مع الفنان كاردو بيري، كما لحن له العديد من الأغاني، وله عدة ألبومات غنائية منها Kengî Vegerî، والذي يعني بالكردية «متى تعودين؟»، إضافة لأغانٍ كثيرة، غناها من الفلكلور الكردي. ولن ننسى أن الفنان زعيم كندش، عزف لياسمين دمشق في مهرجان البزق السوري في دار الأوبرا بدمشق، وكذلك في العديد من المراكز الثقافية على امتداد سورية، وأحيا الكثير من أعياد النوروز في كوباني ولبنان، وعمل موزعا موسيقيا لفترة من الوقت، إضافة لمشاركاته في مهرجانات عدة لا أعلم ما هي الجوائز التي حصدها فيها، فقط سمعت من بعض أصدقائه الموسيقيين إنه «كان يحلم دائما أن يعيد للفن رونقه، وأن يمنح الموسيقى الكردية مكانة عالية»؛ لذا تتلمذ على أصابعه الكثير من الشباب، بعدما وضع كراسا لتعلم العزف على آلة البزق التي بقيت وحيدة وحزينة بعد رحيله منذ عام كامل، وهي تسأل لماذا رحلت هكذا يا زعيم كندش!؟ * كاتب وصحافي كردي سوري.