لم يتردد صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، في دعوة المستثمرين لإقامة المشاريع السياحية التي ستقدم لها المنطقة كل الدعم والتشجيع والمساندة الشخصية منه ومن كافة مديري الإدارات الخدمية، مؤكدا ل «عكاظ» أن الباحة تتمتع بوفرة مواقعها السياحية الجميلة وتمتلك المقومات الأساسية للسياحة، لافتاً إلى أن السياحة لم تعد ترفا بقدر ما أصبحت صناعة يقوم عليها اقتصاد بلدان بأكملها. وفيما تواجه السياحة في منطقة الباحة تحديات وصعاباً، يرى البعض أنه يمكن تجاوز هذه العوائق، في ظل تنامي مشروعات التطوير. ويعترف وكيل إمارة الباحة الدكتور حامد الشمري، بوقوع إمارة الباحة في حرج مع بعض المستثمرين المخادعين، إذ ما أن يستلم بعضهم موقعا استثماريا حتى يختفي كونه غير جاد في التوجه للاستثمار في المنطقة، وإنما أراد تحصيل قروض من داخل المملكة وخارجها. وأبدى الشمري أسفه أن كثيرا من رجال الأعمال معرضون عن الاستثمار في منطقة الباحة برغم أن سمو أمير المنطقة أعلن أنه سيعمل معقبا لهم عند الدوائر الحكومية، لافتا إلى أنه لو تبنى 5 % من رجال الأعمال المنتمين للباحة مشروعات سياحية لكانت المنطقة الأولى سياحيا على مستوى المملكة، وحذر وكيل إمارة الباحة مسؤولي المنطقة من تطفيش المستثمرين بالتعقيدات الروتينية. وقال «لو علمنا عن مدير إدارة أو موظف يعطل الاستثمار فإننا سنقف جميعنا ضده وعلى رأسنا سمو الأمير»، واستثنى الشمري بعض رجال الأعمال الطامحين لتحقيق كل ما يصبون إليه دون مراعاة الأنظمة، موضحا أنه من واجب الجميع احترام الأنظمة وعدم التلاعب بها، مؤكدا أنه لا يمكن لأحد أن يكسر أو يخالف الأنظمة لإرضاء مستثمر مهما بلغ طموحه، مشيرا إلى أن بعض المستثمرين اشتكى من إدارات خدمية وعندما جمعنا الطرفين اتضح أن الشكوى مبالغ فيها وغير واقعية كون كل مدير إدارة محكوما بأنظمة وصلاحيته مهما بلغت محدودة وكسر النظام لا يملكه أمير المنطقة ناهيك عن مدير إدارة أو موظف. وتحفظ وكيل إمارة الباحة على عقلية بعض المستثمرين في دور الإيواء كونه لا يجدد ولا يحدث في المبنى ولا الفرش ولا يعتني بالنظافة، مؤكدا أن اللجان المختصة تتعامل مع دور الإيواء بالترهيب من خلال قرارات الإغلاق، وبالترغيب بوضع حوافز وجوائز للدور المميزة ابتداء من صيف هذا العام، مشيدا بدور الإعلام شريكا في تنمية السياحة مؤملا أن تتبنى وسائل الإعلام سياسة نشر منصفة وواقعية ولا تبالغ في تضخيم القصور كون الجهود البشرية قاصرة بطبعها. وأعلن الشمري سحب بعض المواقع من مستثمرين كونهم غير قادرين على التطوير والتحديث، وهناك منافسون أقوياء لا مناص من منحهم الفرصة، مبديا ترحابه بكل مستثمر يريد الاستمرار مع التطوير والتحديث وفق مواصفات تتلاءم مع وعي أهالي المنطقة والزائرين والمصطافين والسائحين. فيما فند رئيس مجلس الغرفة التجارية في منطقة الباحة أحمد العويفي حجج بعض رجال الأعمال، والذين يدعون أن منطقة الباحة غير مغرية ولمحدودية المردود الربحي من مشاريع الاستثمار فيها كون مدة سياحتها لا تتجاوز ثلاثة أشهر متمثلة في فصل الصيف. وقال العويفي «كانت هذه الذرائع مقبولة قبل قيام جامعة الباحة التي تضم قرابة ثلاثين ألف طالب وطالبة من مختلف المناطق إضافة إلى أعداد أعضاء هيئة التدريس بما يمثلونه من قوة شرائية واستهلاكية وزاد على ذلك افتتاح فروع لمعظم الشركات الكبرى والمطاعم، مؤكداً أن المنتدى الاقتصادي في الباحة كسر الحواجز بين المنطقة وبين المستثمرين، لافتاً إلى أن استثمار الباحة شتائي وصيفي كون هناك سياح وزوار يعشقون الشتاء والمناخ البارد وأمير الباحة وعد بتذليل كافة الصعاب وحقق مرونة التعامل». لكن رجل الأعمال حمدان الحمدان أكد أنهم يتطلعون أن يجد القطاع السياحي الدعم الكامل من الدولة كأن يتم تصميم مدن سياحية على غرار المدن الصناعية أو السكنية وأن تتوسع وزارة المالية في قروض الاستثمار السياحي وأن تسهم هيئة السياحة في تسريع اجراءات معاملات الاستثمار خصوصا البناء الفندقي، ويرى رجل الأعمال حسن الفري أن تحقيق الإنجازات مرتبط بشكل كبير بوجود دعم حكومي أكبر من خلال تناغم بين وزارة المالية وبين هيئة السياحة على أن تضع المالية أهداف وتطلعات هيئة السياحة في مقدمة أولوياتها كون قطاع السياحة يستوعب ثلاثة أضعاف القطاعات الأخرى بسبب طبيعة التشغيل على ثلاث فترات وعمله على مدار الساعة، مشيراً إلى أن ثقافة بعض أفراد المجتمع فعاليات السياحية متحفظة وربما هذا ما ينذر بتراجع المستثمر وتخوفه، ودعا لفتح مجال الاستثمار السياحي بمرونة وتخفيف روتين أمام المستثمرين. ويؤمل رجل الأعمال عبدالله العاصي تذليل المعوقات التي تواجه المستثمر، وتوفير حلول عاجلة عند تعثر الإجراءات والعمل على بدائل كافية لتلك المعوقات، مرجعا إلى بعض التعقيدات إحجام رجال الأعمال عن الاستثمار في مجال السياحة وتوجههم للاستثمار في مجالات أخرى، لافتاً إلى أنّ من أول ما يبحث عنه المستثمر الموقع المناسب لاستثماره ومرونة التعامل من الجهات ذات العلاقة. فيما يؤكد مدير فرع هيئة السياحة في الباحة زاهر الشهري أن الهيئة تعمل وفق مبدأ الشراكة مع المستثمرين ومع الجهات الحكومية الأخرى، موضحا أن الهيئة أنشئت لغرض الاهتمام والعناية بالسياحة وتطويرها، والعمل على إنمائها، وتحقيق دخل للأفراد، وإيجاد فرص وظيفية للمواطنين، مشيراً إلى أنّه تم تأسيس مجلس تنمية سياحية يرأسه سمو أمير المنطقة، لافتاً إلى أنه يعمل على التعاون مع هيئة أبو ظبي لعقد شراكة لتطوير السياحة في الباحة.