أكد كبير المحللين في إحدى شركات البورصة رائد الخضر على أنه لا يوجد أي مسوغات ترفع سعر النفط في الوقت الراهن أو تعيده إلى مستويات عليا، وأشار إلى أن مستويات الستينيات هي السقف الذي سيراوح فيه السعر بعد اجتماعات منظمة أوبك، مضيفا: يمكن القول إن عامل الطلب هو مفتاح السر لأسعار النفط. وزاد في قوله: الارتفاعات المسجلة يمكن وصفها ب«الآنية»، وقد أسهمت قوة العملة الأمريكية (الدولار) في الحد من تسجيل ارتفاعات واضحة للنفط، ما جعل الشريحة السعرية للنفط تراوح في نطاقات معينة أسهمت في ميل السعر إلى الاستقرار عند المستويات المسجلة ما بين (57 - 62 دولارا للبرميل). ومضى يقول: اجتماعات أوبك لن تأتي بجديد على السعر، خاصة أن الكثير من المواقف المؤثرة في السوق النفطية صارت أكثر وضوحا بعد إطلاق تصريحات سابقة تضمن الاحتفاظ بالحصص السوقية، ما يعني أن الإشارات الخارجة من الدول الأعضاء تؤكد على عدم التغيير الإنتاجي. واستدرك قائلا: يجب الوقوف على إشارة تحسن السعر التي وضحت خلال الفترة الماضية بعد تجاوز السعر لقيعان المستويات الخمسينية وملامسته بداية المستويات الأربعينية قبل أن يرتد منها ليصل إلى المستويات الحالية، لذلك فإن هذه التحسنات في السعر ستدفع قرار المنظمة نحو الاحتفاظ بمستويات الإنتاج في ظل إصرار عدة دول من خارج «أوبك» على الاحتفاظ بمستوى إنتاجها دون خفض. يأتي هذا في الوقت الذي استغلت شركات التكرير أسعار النفط المنخفضة لتحقق هوامش أرباح للبنزين مسجلة رقما قياسيا قدره 17.64 دولار للبرميل زيادة على سعر خام برنت في شهر مايو الماضي بعد أن استفادت من أسعار النفط الخام بين شهر يونيو في عام 2014 إلى شهر يناير الماضي. المحلل الاقتصادي الخضر عزا ثبات سعر النفط في مستوياته لفترة من الزمن إلى سببين رئيسيين أحدهما أن روسيا وبعض دول أوبك تتحفظ على خفض في الإنتاج، والسبب الثاني يتمثل في ارتفاع المخزونات النفطية عن متوسطاتها وسط انخفاض قوة الطلب. وفي ما يتعلق بالمخزونات الأمريكية، قال: من الناحية الإجمالية تفوق المخزونات متوسطاتها لمثل هذه الفترة من العام، والملاحظ أن الزيادة في المخزونات ليست في أمريكا فقط بل تشمل العديد من دول العالم، وهذا ما يدعم بقاء سعر النفط تحت الضغط. ومضى يقول: المستويات القياسية في الإنتاج أو القريبة من المستويات القياسية الإنتاجية يمنع سعر النفط من الارتفاع إلى الشريحة التالية المراوحة ما بين (70-80 دولارا للبرميل)، لذلك أعتقد أن الوصول إلى هذه الشريحة يعني الدخول في مرحلة انتقالية تأخذ سعر النفط إلى الارتفاع مجددا؛ لكن من الصعب الوصول إليها حاليا. وعزا صعوبة الوضع إلى أن البيانات الاقتصادية الصناعية على الصعيد العالمي تشير إلى وجود تباطؤ في النمو، موضحا أن تخمة المعروض ستبقى هي المسيطرة على السوق النفطية في الوقت الحالي لدرجة أن أي مؤثرات جيوسياسية أو سياسية لن يطغى تأثيرها كثيرا بقدر ما يؤثر تباطؤ نمو الاقتصادات في الدول الكبرى خاصة في ظل غياب التأكيد على تعافي الاقتصاد الأمريكي. وفي ما يتعلق بكيفية قراءة المستثمر لوضع السوق على ضوء معطيات «أوبك»؛ قال: الحل والتغيير في السعر لن يكون من أوبك في هذه المرحلة، والأسعار إذا تغيرت صعودا أو انخفاضا فإن ذلك سيكون عطفا على أحد أمرين إما خفض المعروض أو زيادة الطلب القائم على تحسن الاقتصادات الكبرى كمنطقة اليورو في أوروبا والصين وأمريكا. وشدد على أن القراءات الفنية تظهر أن النفط على فريق ال4 ساعات يعطي إشارات بالعودة التي ستبقيه مراوحا في المستويات الستينية خلال الفترة الحالية.