حزمة من العقاب - كما يحلو للسكان - تحيط بالباحة، وتفتح دروبا صعبة من وإلى المنطقة من السراة إلى تهامة، ويذكر الناس منها عقبة الباحة وعقبة حزنة وعقبة الأبناء وعقبة زهران وعقبة سبة وعقبة ذي منعا بمركز برحرح في المندق.. والأخيرة تحدث عنها المواطنون بشيء من القلق ومعها زهران وحزنة، حيث تشكل خطورة بالغة على سالكيها على مدار العام ويزيد الخطر في مواسم الأمطار والسيول. 70 كيلومترا «عكاظ» جالت في عقبة ذي منعا على بعد 70 كيلومترا من الباحة ولاحظت فيها كثرة الانهيارات برغم محورية الطريق الرابط بين المندق والحجرة بمسافه 20 كيلومترا.. ورصدت الصحيفة عدم اكتمال المردات الخرسانية على جوانب الطريق إضافة إلى كثرة الانهيارات وسقوط كتل خرسانية مع الأمطار. ويقول الشاب يحيى قليل زهير المالكي إنه في طريقه الآن من بني مالك عبر عقبة ذي منعا إلي جرداء بني عاصم ويسلك ذات الطريق يوميا والمشكلة تكمن في ضيق العقبة خاصة الجزء السفلي وكثافة المنعطفات الخطرة التي تكثر فيها الحوادث مع سوء شبكة التصريف وحدوث تجمعات للمياه على الطريق ما ينتج عنها الحوادث بسبب الانزلاق وفشل السيارات في السيطرة على الطريق المبتل. سفلتة سيئة من جهته، يقول علي عطية الزهراني (من سكان قرية القعرة) إن العقبة خضعت إلى سفلتة غير سليمة، خصوصا من بداية مفرق العقبة حتى الحجرة، فكل الطريق (بطناج) كما أن سمك الطبقة الأسفلتية هش وضعيف ولا يقاوم قوة تيار مياه الأمطار والسيول وتحدث انهيارات في كل أسبوع ما يؤدي إلى إغلاق الطريق الهام لأسبوع أحيانا، والمأمول تخصيص فريق لنظافة الطريق من الصخور والأتربة والرمال لأن إغلاق الطريق يعني توقف حركة الناس تماما. يتفق مع ذات الرأي نايف سعود الزهراني، وأضاف أن المصدات الخرسانية في العقبة جرفتها مياه الأمطار، وواضح أن الإنشاءات تمت بطريقة متعجلة وغير سليمة حيث تتسرب المياه من أسفل المردات الخرسانية مع أن العقبة تعد شريانا رئيسيا للمنطقة عموما ومحافظة المندق على وجه الخصوص، حيث إن بعض المعلمين والمعلمات يأتون من الباحة والمندق وبني مالك للعمل في مدارس محافظة الحجرة في تهامة الباحة. أقرب ولكن على جانبي طريق العقبة بقرية آل عمران، التقت «عكاظ» بالشاب عبدالله سالم الفهمي فقال إن عقبة ذي منعا تعد شريان رئيسيا تربط المندق وقراها مع محافظة الحجرة بتهامة الباحة والمسافر إلى مكة أو جدة تكون له أقرب من السفر عبر الطريق السياحي أو طريق الجنوب. كما أن الطريق معبر هام لمنتجات مزارع تهامة والسراة والمأمول معالجة المسارات خصوصا في الجزء السفلي لخطورته على المركبات والناقلات بسبب انحداره الكبير ومنعطفاته وحدث أن استغرقت إحدى الشركات أكثر من ثلاث سنوات في العمل من مفرق العقبة من الشارع العام حتى رأس العقبة، مع أن المسافة لا تزيد على ثلاثة كيلومترات ومع ذلك لا يوجد على الطريق مردات خرسانية ولا إنارة بعدما كان الشارع مضيئا. خلل هندسي ومن جهته، قال عطية رمضان الزهراني: من الملاحظ على عقبة ذي منعا عدم وجود أكتاف أو جدار استنادي في بعض المواقع لمنع الانهيارات الصخرية، كما أن بعضها قريبة من الطريق الإسفلتي مع أنه من المفروض أن تكون المسافة الفاصلة مترا ونصف المتر ما يعني وجود خلل هندسي. واختتم ناصر عبدالله الزهراني: فرحنا بالعقبة ولكن لم تدم فهناك إغلاق يومي بسبب الانهيارات. في المقابل أوضح المتحدث الرسمي لإدارة الطرق بمنطقة الباحة المهندس مسفر المالكي أنه تم مؤخرا اعتماد أعمال صيانة وقائية للطريق عبارة عن أعمال حماية وعبارات لتصريف المياه بقيمة تزيد على 5 ملايين ريال، ويبدأ العمل في هذه الأعمال قريبا كما أن هذا الطريق معتمد كطريق زراعي بعرض (10 أمتار) والعقبة تصان ضمن فرق الصيانة العادية بصفة دورية.