لا يظهر أن السويسري جوزيف بلاتر سيكون في أمان في انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، بعد أن طالت فترته الرئاسية الأخيرة جملة فضائح كان آخرها اعتقال المسؤولين السبعة وتجميد مهام 11 عضوا في إدارته الأخيرة، وفيما تنطلق الانتخابات على رئاسة الفيفا اليوم والتي ينافسه فيها نائبه الأردني الأمير علي بن الحسين. وتشير المعلومات المتوفرة في معسكر الأخير أن الأمور ستكون في وضعية أفضل كونه سيحظى بدعم رئيس الاتحاد الأوروبي الويفا ميشيل بلاتيني، فيما يمتلك بلاتر العديد من المفاتيح خاصة أنه قابع على عرش (فيفا) منذ عام 1998، وسبق أن واجه أزمات وفضائح مماثلة لكنها كسب المعركة وعاد من جديد بفعل علاقاته القوية مع الاتحادات القارية المختلفة. وقبل يوم واحد فقط دخلت منظمة الشفافية الدولية على خط الأزمة التي يمر بها الاتحاد الدولي لكرة القدم، مطالبة السويسري جوزيف بلاتر بالانسحاب من الانتخابات بعد توقيف ستة مسؤولين متهمين بالفساد، فيما اعتبر الأمير علي بن الحسين في بيان رسمي أن الأزمة لا يمكن أن تستمر بهذا الشكل في الفيفا مشيرا إلى أن الاتحاد الدولي في حاجة إلى قيادة تتقبل تحمل المسؤولية لأفعال المؤسسة وعدم إلقاء اللوم على الآخرين، وأضاف «إنها أزمة مستمرة منذ فترة ولا تتعلق فقط بأحداث اليوم». ويتهم القضاء الأمريكي بتهم فساد 14 شخصا (9 مسؤولين في الاتحاد الدولي راهنا وسابقا و5 مسؤولين كبار في شركات تسويق رياضية لها علاقة بالاتحاد الدولي)، تم إيقاف ستة منهم في زيوريخ. بلاتر: إنه وقت عصيب لكرة القدم في غضون ذلك علق السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على وقائع القبض على بعض مسؤولي الفيفا ومسؤولين آخرين في عالم كرة وإيقاف نائبين له قائلا «وقت عصيب لكرة القدم». ولكنه أكد أيضا إصراره على مواصلة العمل على مكافحة الفساد في الفيفا. ولم يتطرق بلاتر إلى الدعوات التي وجهت له بالتنحي أو المطالبة بتأجيل انتخابات رئاسة الفيفا. وفيما يتحضر بلاتر لافتتاح الجمعية العمومية من أجل انتخاب رئيس للسلطة الكروية العليا اليوم الجمعة في زيوريخ، جاء موقف الشركات الراعية لفيفا من أجل زيادة الضغط على السويسري ومن يدور في فلكه. فشركات مثل كوكا كولا واديداس وماكدونالد وفيزا دفعت ملايين الدولارات من أجل رعاية فيفا وبطولاته ولا تريد أن «تلوث» سمعتها من خلال ارتباط اسمها بمنظمة يشوبها الفساد، ولذلك طالبت فيفا بأن «ينطف» نفسه. ورغم الزلزال الذي هز السلطة الكروية العليا والتوقيفات السبعة التي قامت بها السلطات السويسرية بطلب من القضاء الأمريكي الذي وجه بدوره تهمة التآمر والفساد إلى تسعة مسؤولين منتخبين في الاتحاد الدولي وخمسة مسؤولين كبار بسبب مخالفات ارتكبها المتهمون على مدى الأعوام ال24 الأخيرة، أكد فيفا بأن الكونجرس والانتخابات الرئاسية سيقامان في الموعد المحدد. ويأتي تشبث الاتحاد الدولي رغم مطالبة العديد من الشخصيات والمنظمات الفاعلة في كرة القدم العالمية بتأجيل الانتخابات وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ورغم الانتقادات اللاذعة لبلاتر في وسائل الإعلام العالمية ورغم ما صدر عن النائبة العامة الأمريكية لوريتا لينش التي قالت في مؤتمر صحافي حاشد في نيويورك إن مسؤولي الاتحاد الدولي «أفسدوا» اللعبة. واعتبرت لينش أن مسؤولي «فيفا» حصلوا على رشاوى في التصويت لمنح كأس العالم لجنوب أفريقيا عام 2010، وهو ما اعتبره الاتحاد المحلي مجرد مزاعم، وتحدثت عن النسخة المئوية من «كوباأمريكا» 2016 والمقررة في الولاياتالمتحدة بحصول رشاوى فيها تقدر بنحو 110 ملايين دولار.