«في المرحلة المقبلة قد نعلن التعبئة العامة على كل الناس، سنحطم عظامهم، لن نسكت لأحد بعد اليوم ومن يتكلم معنا سنحدق في عينيه ونقول له أنت خائن أكان كبيرا أم صغيرا». بهذه الكلمات السامة أطل نصر الله على مناصريه الجرحى رافعا الصوت كي ينسى الجرحى جرحهم وكي تنسى الأرامل والأيتام أمواتهم. أطل على الجرحى ناكئا جرحا جديدا في جسد بلد يدعى لبنان، مطلقا التهديد والوعيد، مخونا كل من يعارضه لا كل من يتكلم معه، متحدثا مستعيدا لغة قطع الأيدي وتكسير العظام من أجل مشروع لا صلة له بلبنان ولا صلة له بالعروبة. أطل نصر الله رافعا صوته مهددا ليخفي ملامح الهزيمة والخيبة، أطل وتلال القلمون تضحك عليه ومغاورها تسخر منه وكأن قهقهتها تملأ السلسلة الجبلية وهي تقول: كم نصر تحتاج هنا كي يصدقك الناس. أطل نصر الله ويا ليته لم يطل، فضحاياه الثلاثة عشر الذي ادعى سقوطهم تجاوزهم ليتحدث عن ثلاثة أرباع شيعة لبنان، يريدهم أن يذهبوا للموت ليبقى الربع، هذا إن بقي كما قال. فأطل حاملا الموت الأصفر كلون راياته مطلقا ملامح الموت كأحرف ثقافته ومبشرا بأيام سود كلون نفسيته. أطل نصر الله ويا ليته لم يطل، فالناس، كل الناس سنة وشيعة تحيتهم سلام، وما في كلام نصر الله أي ملامح تشبه هذا السلام. أطل نصر الله ويا ليته لم يطل، فما كل إطلالة تشبه إطلالة البدر، فللغربان إطلالة أيضا. زياد عيتاني