تتعرض الآثار والمناطق التاريخية في المدينةالمنورة لأعمال عبثية من قبل بعض الشباب الذي لا يتمتع بروح المسؤولية، فيتعدى عليها بالكتابة أو الرسم ما يؤدي إلى تشويهها، ناهيك عن التأثير السلبي لعوامل التعرية أو غيرها، ويطالب عدد من المؤرخين والمهتمين بالآثار بوضع آلية لحماية الآثار وترميمها، خاصة بعد المحاولات الكثيرة للعبث بها أو طمس معالمها. وأوضح ل «عكاظ» المؤرخ التاريخي أحمد أمين مرشد أن كثيرا من الآثار بالمدينةالمنورة تعود لحقبة العهد النبوي وجميعنا يعرف أهمية الآثار في كونها تشكل المسيرة المكانية للرسول عليه الصلاة والسلام، مضيفا «صحيح أن الأماكن مسجلة ومحفوظة لدى هيئة الآثار والسياحة إلا أن هذا لا يكفي، وإنما نحن بحاجة إلى وضع حماية لها من العبث بها لما تتعرض له من أخطار كبيرة». مطالبا بضرورة تفعيل خارطة السياحة الأثرية بالمدينةالمنورة، مشيرا إلى أن ذلك سيكون له مردودات اقتصادية كبيرة خاصة أنها تتعلق بالتاريخ الإسلامي والشغف الكبير الذي تجده عند الزوار والحجاج الذين يحرصون على زيارة كل تلك الأماكن التاريخية بهدف التعرف على التاريخ. ولا يكتفي مرشد بالمطالبة بفرض حماية على الآثار التاريخية فقط، بل ويناشد الجهات المعنية بوضع دليل إرشاد سياحي وإعداد نخبة كبيرة من المرشدين السياحيين بالمدينةالمنورة للتعريف بهذه الآثار ما يشكل رافدا اقتصاديا كبيرا، كما يمكن إدخال المناطق المتباعدة، مثل محافظتي بدر وخيبر والعلا ضمن برنامج الحجاج والمعتمرين لما تضمه من آثار كثيرة بحاجة إلى الدعم وتجهيز ما تحتاجه من بنية تحتية وتنسيق مع كافة الجهات. مضيفا أن الاستثمار في المناطق السياحية الأثرية سيشكل مدخولا إضافيا ومختلفا للمنطقة بشكل عام. أما الباحث التاريخي فؤاد المغامسي فيقول: إن الاهتمام بالآثار واجب وطني، وهو ما تقوم به هيئة الآثار والسياحة، لكننا بحاجة إلى تفعيله بشكل أكبر، وذلك من خلال التعريف به ووضع منشورات ولوحات إرشادية لكافة الآثار سواء كانت تلك مساجد تاريخية أو قلاع وحصون، مؤكدا أن ذلك سيساهم بشكل كبير في زيادة المعرفة لدى سكان وزوار المنطقة بالأهمية التاريخية التي تمتلكها المدينةالمنورة، مع ضرورة تعريف المواطن بأن السياحة الدينية لا تقتصر على المسجد النبوي والمزارات مثل مسجد قباء والقبلتين والسبع المساجد وسيد الشهداء فحسب، بل أن هناك الكثير من الآثار الواجب إبرازها، مع فرض رقابة على سائقي سيارات الأجرة حتى لا يجتهدوا في إمداد الزوار والمعتمرين بمعلومات خاطئة، كما نطالب الجهات المعنية بتوفير آلية تضمن الترميم الدوري للآثار والأماكن التاريخية خاصة مع تعرضها للتأثيرات الطبيعية من عوامل تعرية أو أمطار ما يؤدي إلى اختفاء معالمها مع مرور الوقت. يذكر أن هيئة السياحة والآثار قد أصدرت بيانا في وقت سابق مفاده أنها تهتم بالتراث الوطني عامة والتراث الإسلامي خاصة، مشيرة إلى أنها على اتصال وتواصل دائم مع أمراء المناطق فيما يتعلق بالتراث، جاء ذلك بعد انتشار صورة لأحد المساجد التاريخية التي تدل على إزالة، إلا أن الهيئة شكلت فريقا وقف على المسجد التاريخي وتبين له عدم صحة ذلك، وأن الصورة خاصة بأحد المشاريع القريبة منه.