تقرير: خالد الجارالله للمرة الأولى في تاريخ نادي الهلال سيجد رئيسه المقبل نفسه في مأزق ديون تتخطى بحسب أرقام أولية 120 مليون ريال، قبل أن يباشر يومه الأول في دورته الجديدة المقرر لها أن تنطلق خلال 30 يوما على الأكثر، وبينما يعتزم شرفيو الزعيم وضع هذا الملف الأهم على طاولة النقاش قبل بدء ملف الجمعية العمومية المزمع انعقادها أواخر يونيو المقبل، تبدو الصورة قاتمة جدا في ظل تردد بعض الشخصيات البارزة في الدفع بملف الترشح كون عليها أولا تسديد التزامات الإدارة السابقة وبشكل فوري قبل أن يجد الأزرق نفسه وللموسم الثالث على التوالي خارج حسابات البطولات الكبرى، وربما سيصبح ملفه لدى الفيفا معقدا بدرجة أكبر بدرجة ربما يتعين عليه معها تخفيض سقف المطالب المهمة، والتنازل عن الكثير من الأمنيات التي اعتاد بنو هلال البحث عنها في كل موسم. أموال الرعاة ودعم الشرفيين لا تكفي عوائد الرعاة على أي حال بتغطية التزامات النادي العاصمي، رغم حجم العقود الكبيرة التي تم توقيعها والبالغة عائدتها بحسب تقديرات المراقبين ما يزيد على 80 مليون ريال سنويا، لكن المتأمل في حجم المصاريف يدرك أن عقود اللاعبين الكبيرة تتخطى سقف 95 مليون ريال تقريبا حيث إنها - بحسب رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد - تتجاوز شهريا حاجز 8 ملايين ريال، ويستأثر أجانب الهلال الحاليين بأرقام كبيرة تضاهي غيرهم من اللاعبين، وهو الأمر الذي دفع بالرئيس السابق الحديث عن أن ثمن رئاسة الهلال سنويا 80 مليون ريال من جيب الرئيس دون بقية الدعم الشرفي وعوائد الرعاة، وهو ما رأه كثيرون جرس إنذار لهم في أن للكرسي الأزرق ثمنا باهظا، وتحدث الرئيس السابق أنه دفع من جيبه زهاء ال 300 مليون ما يعني أن الرئيس المنتظر مطالب بمبلغ لا يقل عن ذلك لحل المشكلة. وتتبلور الأسبوع المقبل الصورة حول الدعم الشرفي للنادي الأزرق، إذ أن النادي العاصمي يمتلك شخصيات شرفية من الطراز الرفيع قادرة على تخطي الأزمة بكل سهولة، ويتوقع أن يكون موقفها في الفترة المقبل مهما ومصيريا في تحديد مستقبل الزعيم إداريا وماديا، وهم من يعول عليهم عشاق الأزرق في ظل شح الموارد الأخرى والتي لن تشكل سوى 60 % من الدخل العام وفق المؤشرات. الإيرادات المنتظرة تتعدد الإيرادات في النادي العاصمي لكنها على كل حال لا تغطي وحدها المصاريف أو تلامس الهدف المأمول منه، وبعيدا عن عائد الرعاية فإن هناك مصادر أخرى قد تعزز ميزانية الهلال، وتتمثل في عدة مصادر في مقدمتها إيرادات رعاية الدوري من قبل شركة عبداللطيف جميل، حيث يحصل على 3.6 مليون ريال في مستهل الموسم، فضلا عن ما يحققه في النهاية وفقا للمركز الذي يقع فيه بنهاية المسابقة، كما أن عوائد إيرادات النقل التلفزيوني بما لا يقل عن 3 ملايين ريال ونصف من مجموع ما يوزع على الأندية فضلا عن حصة مقاربة بحسب الترتيب بنهاية الدوري الذي اعتاد الهلال أن يكون بين مراكزه الثلاثة الأولى، كما أن الهلال كان الاكثر استفادة من عوائد مكافآت البطولات المقررة من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم في لائحة المسابقات وهي 3 ملايين لبطل الدوري، ومليونان للوصيف ومليون ريال لصاحب المركز الثالث، وكذلك مكافآت بطولتي كأس الملك وكأس ولي العهد إلى جانب مكافآت الفوز والمشاركة في دوري أبطال آسيا. وسيكون الرئيس الجديد أمام إيرادات أخرى تبدو جيدة لكنها حتما لن تكون مؤثرة بشكل فارق إلا إن تم تسويقها على نحو مرض، وتتمثل في عوائد قناة الهلال وتطبيق الهلال الذين يؤمل فيهما أن يكون إضافة قوية للزعيم في المرحلة المقبلة. حلول مقترحة للأزمة دفع الرئيس السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد بعض الحلول للخروج من الأزمة، في الوقت الذي دافع فيه عن إدارته ودورها في النقلة النوعية التي حدثت في النادي، وأوضح موقفه من تراكم الديون على النادي خلال فترة رئاسته. وقال عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: ما يذكر من أرقام في الصحف غير دقيق، وقلت مرارا وتكرارا: إن الوضع الحالي للنادي هذا الموسم سيكون به مشاكل مالية وستقل هذه المشاكل في الموسم المقبل على أن تكون الإيرادات توازي المصروفات في الموسم بعد المقبل. وأضاف في الوضع الحالي يتعين على أي رئيس أن يضخ 80 مليونا من جيبه بجانب دعم أعضاء شرف النادي ومبالغ الرعاة كي يوازن الإيرادات والمصروفات وإذا لم يستطع الرئيس تدبير ال80 مليون التي أشرت إليها سيضطر لبيع عقود أحد اللاعبين ليغطي المبلغ المفروض دفعه. واقترح بيع عقد نيفيز لتغطية العجز المالي لأن الوضع الحالي يحتاج إلى ضخ مالي، نافيا أن يكون قد أغرق النادي في الديون والالتزامات قائلا» صحيح أنني تركت التزامات على النادي، لكني تركت أيضا حلولا لها منها الخدمات التفاعلية للرعاة وكذلك بيع عقود اللاعبين. وتابع أتمنى بقاء نيفيز لأنه لاعب كبير ومؤثر لكنني ذكرته على سبيل المثال كحل متوافر في حال لم يتمكن الرئيس من ضخ مبالغ مالية من جيبه ليعوض الفرق بين الإيرادات والمصروفات، هناك من يقول إننا تسلمنا النادي من الأمير محمد بن فيصل بديون وصلت لما يقرب من 19 مليونا تقريبا وسلمناه بديون تصل لمائة مليون، وقال مصاريف كل الأندية تضاعفت بسبب ارتفاع الأسعار في كل شيء، عقود ومرتبات المدربين واللاعبين السعوديين والأجانب، وأول سنة تسلمت رئاسة النادي كانت المرتبات مليون ريال في الشهر تقريبا، أما الآن فالمرتبات فوق ال 8 ملايين شهريا والمسألة نسبة وتناسب، موضحا أنه صرف على النادي من جيبه ما يزيد على ال 300 مليون ريال منذ رئاسته.