في مقولتين مشهورتين للشاعر والمفكر والأديب المبدع شارلز بوكاوسكي يقول في الأولى إن الوحدة هي من أسوأ ما يحدث في حياة الإنسان ولكن تأخذه عقود ليقتنع بذلك وعندها يكون الوقت متأخرا وليس هنالك أسوأ من الوقت المتأخر أو إمكانية التغيير. ومقولته الثانية هي أن تجد ماتحب وتجعله يقتلك لينطبق هنا عليك مقولة من الحب ماقتل. والموضوع هنا يدور حول انهيار الأشياء وفنائها. ونقصد أي شيء مثل العقل أو الجسد أو الشركات أو العلاقات الإنسانية. قد يبدو الموضوع فلسفيا ولكن هو مما أحب. ولنبدأ بمفهوم يختلف عليه العلماء وهو الرياضة. المدرسة الأولى أمريكية وتطالب برياضة يومية كارديوفاسكالار للقلب وتطالب برجيم غذائي من دهون شهية وكاربوهايريت ممتع من أرزاز وباستا إيطالية لذيذة وأنواع خبز مما لذ وطاب. أضف لكل ذلك السكر بدرجاته مما يجعل المعادلة من أطيب المتع. كذلك قائمة طويلة من الفيتامينات والمعينات مثل أوميغا ثلاثة وستة وغيرها. والمدرسة الثانية تقول لا تفعل أي شيء من ذلك. أمشِ لمدة نصف ساعة يوميا وكل باعتدال. المدرستان على اتفاق بأن الذي يسبب المشكلات الصحية هو الإجهاد والضغط والنرفزة. وهذا يسبب الانهيار للجسد. فالمعادلة هنا في الموازنة في استهلاك الجسد. القضية المهمة هنا أن نهاية البشر تقريبا تتشابه بأنهم يموتون في سن تقريبا متشابه. ويبدو أن العمر كذلك يتقارب في داخل الدول. والأدهى أنه يتشابه في نفس العائلات. وما ينطبق على الأفراد ينطبق على مجموعات الشركات في مناطق معينة ومجموعات عرقية معينة. وكذلك العادات الحياتية مثل تميز مثلا سكان مناطق في اليابان بالجسد النحيل وتميز مثلا نساء مناطق معينة بالسمنة في أجزاء من الجسد وتميز سكان المناطق المرفهة في كاليفورنيا باللياقة الرياضية والأكل الصحي. طبعا المحصلة هي أن البعض بوجود رعاية صحية متميزة وجو نقي غير ملوث وحياة خالية من الضغوط النفسية. وحياة عاطفية متوازنة ولياقة معقولة قد يطول بها العمر افتراضيا. لكن العمر الحقيقي ينقضي حين تحين ساعة الإنسان. وما ينطبق عليه ينطبق على الشركات فهي كذلك تحتاج إلى موازنة بين النمو والموارد المتاحة والثقافة الإدارية والإستراتيجية المتفاعلة مع السوق والاستخدام الأمثل لأركان البناء. طبعا الأكل الصحي للشركات هو توازن الربحية وأنواعها وهذا مقتل لمعظمها فالجاهل ينظر لشركة ما ويعتقد أنها تسير في طريق صحيح حتى يفاجأ بالانهيار، وذكرنا في مقالات سابقة قصة شركتين هما بولارويد وكوداك. وكلاهما أعتقد مديروهما أنهما تسيران وفق نهج صحيح وفجأة فقدوا كل شيء وأفلستا. المصيبة أن معظم القواد للفشل يكونون أكثر الناس ثقة وأكثرهم كبرياء وإنكارا للحقائق. المهم أن تبحث عما تحب وتحاول ألا يقتلك مثل الأكل الشهي كما قال المبدع شارلز بوكاوسكي.