مصنع كسوة الكعبة المشرفة يحتوي على عدة أقسام، أهمها ما يختص بالحزام الذهبي إلى جانب خياطة الثوب، المصبغة، والطباعة، والنسيج الآلي واليدوي. يقول مدير المصنع الدكتور محمد عبدالله باجودة: إن الأقسام تدار بواسطة 140 موظفا سعوديا تم تأهيلهم وتدريبهم وفق أعلى المستويات. وأشار إلى أن صناعة ثوب الكعبة يستغرق مدة زمنية تمتد من 8 إلى 9 أشهر، وتبلغ تكلفة قيمة الكسوة أكثر من 20 مليون ريال في كل عام؛ نظرا لارتفاع قيمة المعادن الثمينة في العالم كالذهب والفضة وحتى تخرج الكسوة بأعظم الأشكال جمالا وعظمة تليق بمكانتها الرفيعة. باجودة زاد «أن إنتاج المصنع يتمثل في كسوة الكعبة المشرفة كل عام، إلى جانب الكسوة الداخلية، ثم «الحجرة النبوية»، وأعلام المملكة، مطرزا ومطبوعا طبقا لنظام العلم، وتستخدم أيضا الخيوط الحريرية الخام والمستوردة من إيطاليا، وتصبغ في المصنع الأسود والأحمر والأخضر وهي من أعلى وأجود درجة أنواع الخيوط على مستوى العالم ومجموعة أخرى من الخيوط القطنية يتم تنقيتها لبطانة الثوب، وتستخدم في التطريز مجموعة من الأسلاك الفضية الصافية والأسلاك الذهبية الصافية عيار 24 قيراط لأعمال الحروف من الخارج مع نسيج الحرير الخاص بالكعبة المشرفة الذي يعتبر من أمتن المنسوجات الحريرية في العالم، إذ يبلغ حوالي 7 ملم، وهو من الحرير الطبيعي الخالص، ونقش بطريقة الجاكارد، ينتج أيضا الحرير السادة لطباعة الحروف والمطلوب تطريزه يدويا، تنتج بأيدي متخصصين مهرة، حيث تحشو الكلمات الذهبية بخيوط قطنية، ثم تطرز بالخيوط الذهبية وتثبت بالسلوك الفضية، ما يعطى الشكل المبهر، كما توجد مطبعة تطبع على القماش قبل التطريز». ممنوع العبث مدير مصنع كسوة الكعبة المشرفة الدكتور باجودة يقول: في شهر رمضان المبارك يزداد الاهتمام بصيانة ثوب الكعبة، لكثرة الزحام وتعرض الثوب للاحتكاك من المعتمرين، حيث تولي إدارة المصنع جل اهتمامها للمحافظة على الثوب، من خلال تكليف عدد من الموظفين بصيانته الثوب على مدار الساعة، وملاحظة تمزق أي جهة، وإصلاحها فوريا. وأضاف «أن المصنع أصبح الآن معلما بارزا من معالم العاصمة المقدسة، يزوره آلاف المعتمرين سنويا من مختلف أنحاء العالم، ويبدون إعجابهم بما وصل إليه المصنع من تطور وازدهار». مبينا أن المصنع يفتح أبوابه للزائرين خلال شهر رمضان، من الساعة العاشرة صباحا، وحتى الثالثة بعد الظهر، ذاكرا أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تأمل من زوار بيت الله الحرام عدم العبث بالثوب بالشق والكتابة عليه، وكذلك عدم التبرك به، والبعد عن التزاحم والتدافع عليه. تاريخ عريق باجودة اختتم قائلا: إن مصنع الكسوة أنشىء بأمر جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- في العام 1346ه، واستمر العمل في صناعة الكسوة، إلى أن تم تجديد المصنع وتحديثه وأعيد افتتاحه في عام 1397ه في حي أم الجود في مكةالمكرمة، بعد أن زود بالآلات الحديثة لتحضير النسيج آليا، مع الإبقاء على أسلوب الإنتاج اليدوي، لإكمال التطريز في الحزام والستارة، لما في ذلك من قيمة فنية عالية للحفاظ على التراث اليدوي العريق لإنتاج الكسوة في أجمل صورة.