وسط مشاهد مؤثرة وأجواء روحانية مفعمة بروح السكينة والوقار لمكانة الكعبة المشرفة في قلوب المسلمين تابع ملايين المسلمين فجر أمس الخميس من داخل المسجد الحرام وعبر شاشات التلفاز والقنوات الفضائية مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة وتلبيس الكعبة المشرفة كسوتها الجديدة المقدمة هدية من خادم الحرمين الشريفين جريًا للعادة السنوية. وتوافد عدد كبير من أهالي مكةالمكرمة بصحبة أسرهم وأطفالهم للوقوف ومشاهدة هذا الحدث التاريخي الذي يتكرر سنويًا، ولا يمل الناظر من رؤيته بل يزداد شوقًا وأنسًا كلما شاهد الكسوة وهي ترتفع لتأخذ مكانها في الوقت الذي تنزل الكسوة القديمة، ويتم نقلها إلى مستودعات الرئاسة العامة لشؤون المسجدالحرام، ومن ثم تجهيزها وتقطيعها لتسلم للجهات المعنية التي تقدمها كهدية لضيوف الدولة. وقد بدأت مراسم تلبيس الكسوة بعد أداء المصلين صلاة الفجر بحضورعدد من مسؤولي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام ومصنع كسوة الكعبة المشرفة وسدنة بيت الله الحرام. وقام المختصون عن الكسوة بحل أطراف الكسوة القديمة ومن ثم فكها قبل تجهيز الكسوة الجديدة. وتابعت «المدينة» لحظة بلحظة من داخل المسجد الحرام مراسم تلبيس الكسوة وشوهد عدد كبير من الحجاج والأهالي وهم يهللون ويكبرون ودموع الفرح تذرف من أعينهم حبًا وشوقًا وتعظيمًا للبيت الحرام وإجلالا لهذا المشهد الإيماني. وأكد مديرمصنع كسوة الكعبة المشرفة الدكتور محمد باجودة أن تبديل الكسوة تم حسب المتبع سنويًا بعد صعود الحجاج إلى عرفات وتمت العملية بنجاح في الوقت المحدد لها ولله الحمد. وأوضح أن تكاليف كسوة الكعبة المشرفة تبلغ 20 مليون ريال، وتصنع من قماش الحرير الطبيعي المطلي باللون الأسود وتبلغ عدد طاقات القماش المستخدمة فيها 47 طاقة (بعرض 98سم×وطول 14مترا) لكل طاقة، وتستهلك الكسوة حوالى 670 كيلو جرامًا من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل المصنع باللون الأسود، ويبلغ سمك القماش (1.37ملم)، ويبطن من الداخل بقماش من القطن الأبيض. ويوجد على الكسوة نقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء (بطريق الجاكارد) تحمل عبارات (لا إله إلا الله محمد رسول الله) و(سبحان الله وبحمده) و(سبحان الله العظيم) و(ياحنان يا منان يا الله) وتكرر هذه العبارات على قطع قماش الكسوة جميعها وعلى ارتفاع (9) أمتار من الأرض وبعرض (95) سم يثبت حزام الكعبة المشرفة، وتصنع قطعه المطرزة من قماش الحرير الطبيعي الأسود السادة وحروفه مغطاة بأسلاك الفضة والذهب، ويتكون من 16 قطعة في كل جهة من جهات الكعبة 4 قطع، موصلة مع بعضها البعض ويبلغ طول محيط الكعبة 47 مترًا تقريبًا وهو طول حزام الكعبة. ويحتوي المصنع على عدة أقسام من أهم هذه الأقسام قسم الحزام وقسم خياطة الثوب وقسم المصبغة وقسم الطباعة وقسم النسيج الآلي وقسم النسيج اليدوي ويعمل في تلك الأقسام أكثر من مئتي عامل سعودي من العمالة السعودية المؤهلة والمدربة. وبالإضافة إلى إنتاج كسوة الكعبة المشرفة كل عام فإن المصنع ينتج أيضًا الكسوة الداخلية للكعبة وأعلام المملكة العربية السعودية طبقًا لنظام علم المملكة. تستخدم أيضا الخيوط الحريرية المستوردة من إيطاليا من أجود أنواع الخيوط ومجموعة أخرى من الخيوط القطنية ويتم تنقيتها وتستخدم أيضا مجموعة من السلوك الفضية والسلوك الذهبية من الخارج حيث تحشو الكلمات الذهبية بخيوط قطنية ثم تطرز بالخيوط الذهبية وتثبت بالسلوك الفضية مما يعطى الشكل المبهر لها ويوجد مطبعة تطبع على القماش قبل التطريز عليه وتستغرق مدة عملها 10 شهور تقريبًا وتتكلف الكسوة 20 مليون ريال كل عام لتخرج بأعظم الأشكال جمالا.