كنت صغيرا، عندما خرجت من بيتنا مبكرا جدا. كان هناك غرباء يحفرون بين بيتنا والجامع، الغرباء هددوني، حتى لا أخبر أحدا، تراجعت خطوات صغيرة، ثم ركضت في طرقات الحارة أقرع الأبواب، أمهات الحارة خرجن هلعات، أخبرهم أني أريد إخوتي المتكورين كحبات الفاصوليا تحت شراشفهم المقلمة. استيقظوا. خرجوا من بيوتهم الشعبية، حملوا عصيهم، وحجارتهم، وزجاجاتهم المحطمة! كنت أمامهم. وصلنا إلى المكان، الغرباء تراجعوا، تقدمت إلى مكان الحفرة المدفونة، وبظهر كفي أزلت القبة الرملية الصغيرة، وبدأت أفرغ الحفرة من تراب مكدود. ظهرت لي جريدة! الجريدة كأنها تتنفس! توقفت.. الفريقان تدور أعينهم، أصبحت حذرا وأنا أحفر، توقفت الجريدة عن التنفس، قرصت الجريدة، فخرج بعض الريش في يدي! كانت حمامة بيضاء مخنوقة، رفعتها للأعلى في الهواء، لكن عنقها أشار إلى الأرض، تفرق الصحب يبحثون عن الخبز، ذهب الغرباء يبحثون عن الحمام، ثم تركوني وحيدا أختنق.