كشف عضو اللجنة الوطنية الصناعية التابعة لمجلس الغرف السعودية الدكتور خالد الدقل على أن حجم الاستثمارات في صناعة الجلود بالمملكة قليل كونه يصل إلى نحو 10 في المئة. وأشار إلى أن الصناعات الجلدية السعودية قليلة باعتبار أن الدخول في استثمار مماثل يحتاج إلى المزيد من الدراسة في ظل عدم توفر المقومات الرئيسية الداعمة لإطلاق مثل هذا النوع من الاستثمارات، معللا ذلك بقوله: إن هيئة المدن الصناعية لم تدرج حتى اليوم هذا النشاط لديها, وبالتالي لا يمكن انطلاق مثل هذه الصناعات في المدن الصناعية. وشدد على أهمية التفريق بين الصناعات الجلدية ذات الاستثمارات القليلة، ودباغة الجلود التي تعد متطورة محليا في ظل منافسة قوية تشهدها المصانع العاملة في هذا المجال خاصة في شراء المواد الخام، مؤكدا على أهمية وجود مصانع مكملة تتولى مهمة المصنوعات الجلدية كالحقائب، والشنط، والملبوسات الجلدية، والإكسسوارات التي يتم استيرادها باستمرار. وعن مستوى المنتجات السعودية في هذا المجال قياسا بنظيراتها العالمية، قال: فيما يخص دباغة الجلود فإن المنتجات السعودية لها مكانه معروفة عالميا، أما فيما يتعلق بمصنوعات الجلود التي تشمل عدة أمور منها الأحذية، والملبوسات الجلدية، والمحافظ، والإكسسوارات الجلدية فهي على النقيض تماما كونها لم تر النور بعد. وبسؤاله عن ما إذا كان هناك معوقات واضحة من وزارة التجارة والصناعة أو هيئة الصادرات تحول دون توسع صناعة الجلود في المملكة، قال: هناك عدم اهتمام واضح من قبل وزارة التجارة والصناعة في هذا المجال نتيجة عدم قبول إدراج النشاط في «مدن» بسبب غياب محطات صرف صناعي، وبالتالي لم يتم إنشاء مخططات صناعية خاصة بدباغة الجلود وصناعتها أسوة بما تقوم به الدول الصناعية الأخرى. وأضاف: بات من المهم في هذه المرحلة السعي إلى تطوير هذه الصناعة التي تجد استهلاكا محليا كبيرا خاصة في جوانب الجودة والتصاميم مع الحفاظ على هويتنا ثم إبرازها والترويج لها وتأهيل العاملين بها. واعتبر أن عدم الاهتمام بهذا النشاط انعكس سلبا على كثير من المصانع التي انسحب العديد منها، موضحا أن المصانع المتبقية الآن تعمل لتغطي الطلب المحلي إلى جانب تصدير الجلود الخام بعكس ما كان يحدث سابقا. واقترح الدكتور الدقل خلال حديثه أن يكون هناك 3 مدن صناعية على مستوى المملكة يتم توزيعها مناطق الغربية، والوسطى، والشرقية مع تزويدها بمحطات معالجة للصرف الصناعي للفئة الثالثة على غرار ما تقوم به الدول الصناعية الأخرى لدعم هذه الصناعة وتطويرها. وعن الوقت المتوقع لكي تصبح صناعة الجلود ذات أثر إيجابي على الدخل القومي، قال: يمكن الوصول إلى هذه المرحلة بالتخطيط السليم لأن المملكة من الدول المهمة في دباغة الجلود كونها تتمتع بتوفر المادة الخام المتنوعة مثل الجلد العربي، وجلود الماعز، والسواكني، والأبقار، والجمال، في ظل مرور المملكة بموسمي العمرة والحج اللذان يوفران كميات كبيرة من الجلود.