تعتبر جمعيات البر الخيرية، قارب النجاة الوحيد لكثير من الأسر التي تسعى لتوفير المعونات اللازمة لأفرادها، إلا أن البعض يشكو من قلة المعونات من ناحية، أو من عدم فعاليتها وكثرة الشروط من ناحية أخرى. «عكاظ» التقت مدير جمعية البر في عنيزة خالد بن سليمان الحميدي، للتعرف على برامج الجمعية التي تشمل المساعدات العينية والنقدية وتأمين السكن والترميم والتعمير وكفالة الأيتام ونشاطات كثيرة في ميادين البر التي تندرج في مساعدات المحتاجين. لكن الحميدي أكد ل «عكاظ» أن السكن يعد المعضلة الكبرى والمعاناة الأبرز بالنسبة للمحتاجين في المحافظة. ما هي المساعدات التي تقدمها الجمعية للمحتاجين في عنيزة؟ تقدم الجمعية للمحتاجين أكثر من 35 مساعدة تندرج ضمن ثمانية برامج رئيسية تشمل «كفالة أسرة» وتشمل المساعدات النقدية والعينية والغذائية وشراء الأجهزة المنزلية، وبرنامج «تأمين مسكن» ويشمل تقديم مساعدات الأجرة أو المساهمة في الشراء أو الترميم أو التعمير أو الصيانة، وبرنامج «تفريج كربة» ويشمل سداد فواتير الخدمات ومساعدة على توفير وسيلة النقل والتدخل للحالات الطارئة في الجمعية، وبرنامج «كفالة الأيتام»، كما يتم تقديم مساعدات مالية للشباب «الراغبين في الزواج» وتوفير مستلزمات الشتاء من بطانية ودفاية وسخان وسلة فطور من خلال برنامج «صدقة الشتاء» وبرنامج كسوة العيد والسلة الرمضانية. إلى متى والجمعية تقدم مساعدات مالية دون أن تستطيع أن تنهي الفقر؟ من الصعب أن تنهي الفقر في المجتمع، فهو وضع طبيعي في أي مكون مجتمعي، لكن يجب الحد من توسعه ومكافحة أسبابه، وعليه أنشأت الجمعية مركز اكتفاء للتنمية البشرية، ونسعى من خلاله إلى تحويل الأسر المستفيدة من الجمعية من مستهلكة إلى منتجة، لتصل بهم إلى الاكتفاء الذاتي عبر عدد من البرامج منها دعم الأسر المستفيدة لعمل مشاريع داخل المنزل أو مشاريع متناهية الصغر والسعي في توظيف أبناء المستفيدين وتدريبهم للدخول في سوق العمل. كم يبلغ عدد المستفيدين المسجلين في الجمعية وكم تقدم لهم الجمعية من مساعدات؟ يبلغ عدد المسجلين في الجمعية 3500 مستفيد، جميعهم يسكنون في عنيزة قدمت لهم خلال الربع الأول من العام الجاري أكثر من ثلاثة ملايين وأربعمائة ألف ريال، قيمة مساعدات متنوعة. وكيف تستطيعون الوصول للفقير في عنيزة؟ فتحنا عددا من القنوات في الجمعية للوصول إلى المستفيد أولها من خلال موقع الجمعية الالكتروني، إذ بإمكان المحتاج تقديم طلب مساعدة عبر موقع الجمعية الرسمي (http://goo.gl/Z9xerm) أو من خلال الاتصال على هواتف الجمعية (0163643414) أو من خلال زيارة مقر الجمعية بحي الفاخرية أو من خلال المتعاونين مع الجمعية مثل أئمة المساجد أو العاملين في هذا المجال. لكن يشتكي البعض من صعوبة شروطكم؟ أولا يجب أن تعرف أن الجمعية وسيط بين متصدق ائتمن الجمعية على صدقته وتحملت الجمعية مسؤوليته الشرعية، وبين محتاج يبحث عن ما يرفع فقره غير معروف لدينا نحتاج للتحقق من حاجته، وعليه فإن الجمعية تحرص على التحري والبحث والتدقيق من خلال القنوات الرسمية الحكومية والمقابلات الشخصية قبل صرف المساعدة له، وبحمد الله يتم الموافقة على الحالة ودراسة الطلب وإصدار قرار لجنة المساعدات خلال عشرة أيام من تاريخ التقديم وذلك للحالات العادية أما الحالات الطارئة أو الحرجة فتقدم لهم المساعدات مباشرة لرفع الضرر عنهم أولا على أن يتم استكمال دراسة حالتهم لاحقا. وما أبرز طلبات المحتاجين لديكم؟ الفقراء في عنيزة جزء من المجتمع لا ينفصلون والمشكلات التي يعاني منها المجتمع يعاني منها الفقراء، وعلى رأسها السكن فلك أن تتخيل قدمت الجمعية مساعدة المسكن في العام الماضي قرابة خمسة ملايين ريال. لماذا لا تبني الجمعية مشروعا لإسكان الفقراء بعنيزة؟ الإسكان مسألة ليست باليسيرة وليست مرتبطة بالجمعية، بل توجد أكثر من جهة مسؤولة عن هذا الملف، ونحن بالجمعية على تنسيق مستمر مع وزارة الشؤون الاجتماعية والجهات الحكومية ذات العلاقة، إذ تم اطلاعهم على حجم الاحتياج للسكن من غيره. ما هي الخطوات التي حققتموها في مجال الخدمات الالكترونية؟ بحمد الله توفر الجمعية جميع الخدمات إلكترونيا للمستفيدين بهدف الحفاظ على كرامتهم، فمثلا تقدم الجمعية مساعداتها النقدية عبر بطاقة البركة الالكترونية وتعمل عبر الصرافات الآلية المنتشرة حاليا، وتقدم الجمعية أيضا مساعداتها الغذائية عبر بطاقة منافذ الالكترونية وتقوم فكرتها على صرف الجمعية جميع الخدمات والمساعدات الغذائية أو الاستهلاكية والأجهزة المنزلية أو الملابس عبر البطاقة، ولها التحكم التام بها، ذلك فضلا إلى أن الجمعية تجري جميع معاملاتها إلكترونينا بين الإدارات والأقسام. ما هي أنواع التبرعات التي تستقبلونها وكيف تتعاملون معها؟ تستقبل الجمعية الزكاة بكافة أنواعها، وهذه لها مصارفها الشرعية المعروفة أو الصدقة وهي ما تقدم للمستفيدين من خارج أبواب الزكاة، كما تستقبل الهبات والأوقاف العينية والنقدية، وتصرفها الجمعية على المحتاجين أو الجهات المساندة لهم، وكذلك تشجع الجمعية كل من لديه المقدرة الفكرية للمساهمة في علمه بتقديم الاستشارات أو في مجال تأهيل المستفيدين والعاملين بالجمعية. استثمارات الجمعية متنوعة، هل تغطي احتياجكم؟ الملاحظ أن هناك لبسا لدى المجتمع في استثمارات الجمعيات، حيث يعتقدون أن أي وقف هو لجمعية البر، وذلك بحكم أنها أول جمعية أنشئت بعنيزة، ولكن الكثير من الاستثمارات تملكها جمعيات خيرية أخرى، بينما استثمارات الجمعية بحمد الله نصرفها على المحتاجين أو الخدمات الإدارية لكنها مازالت تقصر عن كافة متطلبات الجمعية، ولدينا طموح من خلال المتبرعين، لأن تغطي الجمعية كافة نفقاتها من خلال الاستدامة المالية. ما هي احتياجات الجمعية الحالية؟ الجمعية منذ تأسيسها تعتمد بعد توفيق الله وعونه على ما يساهم به المحسنون من زكوات وصدقات وأوقاف وجمعيتنا من ضمن منظومة العمل الخيري في مملكتنا الغالية التي تنعم بدعم قيادتنا الرشيدة وبما تقدمه وزارة الشؤون الاجتماعية من دعم مادي يسند الجمعية في مصروفاتها الإدارية ومتابعتها لأعمال الجمعية والإشراف عليها. والجمعية في المرحلة الحالية بحاجة إلى عون المحسنين ماليا ومعنويا وعينيا، والبرامج التي تحتاج إلى دعم هي الزكاة والصدقة العامة والصدقة الجارية وكفالة الأيتام وتأمين مسكن وكفالة الأسرة والسلة الرمضانية وكسوة العيد والأوقاف..