دعا سكان حي كيلو 14 (جنوبيجدة) الأمانة إلى مراقبة الأسواق الشعبية التي تتوسط الحي لمتابعة معروضات المواد الغذائية والاستهلاكية على بسطات تديرها عمالة غير نظامية، ما يشكل خطرا على ساكني الحي والمتسوقين، فيما يؤكد عدد من الأهالي أن المأكولات المعروضة منتهية الصلاحية ما يعرض السكان لخطر التسمم. ورصدت «عكاظ» في جولتها على سوق البرماوية في كيلو 14، عددا من الممارسات الخاطئة في ظل غياب فرق الرقابة التابعة لأمانة جدة، بالإضافة إلى تجاوزات الأنظمة البيئية والصحية، من خلال عرض منتوجات تالفة ومنتهية الصلاحية ولحوم وأسماك مكشوفة وبيعها بسعر زهيد. وتعد منطقة البرماوية في كيلو 14 واحدة من أكثر المناطق عشوائية في محافظة جدة، وأدى غياب الرقابة عنها لسنوات طويلة إلى التمادي في ممارسات غير نظامية تعكس سلبياتها على الأحياء المجاورة لها، سواء كانت سلبيات صحية أو بيئية، حيث يقطن المنطقة المتوسطة للحي أفراد من الجنسية البرماوية تجاوز عددهم 300 ألف حسب إحصائيات الجالية نظرا للأوضاع المعيشية الصعبة في الموطن الأصلي للبرماويين في دولة بورما (اتحاد ميانمار حاليا) وهجرتهم إلى دول عدة من بينها المملكة، حيث يتمركزون في مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة. في البدء يتحدث عمر العطاس (يعمل بالقرب من الحي) قائلا: إن سوق البرماويين يعد واحدا من أشهر الأسواق ضررا على الصحة في جدة، يتنافس في ذلك مع سوق «اليمنة» جنوبجدة، حيث الأسماك المكشوفة التي يتجمع حولها الذباب والحشرات، وتباع بأسعار متدنية جدا، مبديا دهشته من سكوت فرق أمانة محافظة جدة عن الممارسات الخاطئة اليومية في سوق البرماوية بالرغم من اجتهاداتهم في إغلاق أسواق أقل ضررا من السوق الشهير، ولو تجولت الأمانة بشكل يومي في السوق لما مارس بيع اللحوم المشوفة والأسماك وغيرها من السلع الغذائية. أما محمد إسماعيل «زائر» فيؤكد بأنه فوجئ بوضع حي البرماويين، موضحا أن أغلبية سكان جدة لا يعلمون شيئا عن الحي، نظرا لبعده عن وسط جدة، مشيرا إلى أن بيع الخضروات والأسماك يتم مكشوفا عبر بسطات غير مرخص لها وتديرها عمالة سائبة، حيث يتم تنظيف الأسماك وتقطيع اللحوم في أماكن ملوثة تسكنها الحشرات والدم مسكوب في كل اتجاه، وأبدى محمد اسماعيل تخوفه من تفاقم الوضع مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، حيث تزداد الحركة في هذا السوق، بالإضافة إلى قيام الباعة بعرض مأكولات رمضانية صنعت بطرق غير صحية، وتعرض منتجات غير معلومة المصدر بعيدا عن أي اشتراطات صحية تضمن سلامة الجميع. من جهتهم طالب سكان حي البرماويين الجهات المعنية بالوقوف على الحي وعمل زيارات ميدانية مفاجئة لضبط هذه المخالفات، وإلزام الجميع بتطبيق الاشتراطات الصحية للحيلولة دون التأثير على صحة المواطنين والسكان، ومعالجة الأوضاع بشكل عاجل ومنع السلوكيات الخاطئة في البيع والشراء، مناشدين الأمانة بضرورة تكثيف الرقابة الصحية على المأكولات والأطعمة التي تعرض مكشوفة وفرض عقوبات وغرامات مشددة للقضاء على هذه الظاهرة.