دعا سكان حي كيلو 14 (جنوبي جدة) الأمانة إلى مراقبة الأسواق الشعبية التي تتوسط الحي لمتابعة معروضات المواد الغذائية والاستهلاكية بطرق غير نظامية، ما يشكل خطرا على ساكني الحي والمتسوقين. ورصدت «عكاظ» في جولة لها أمس على سوق البرماوية في كيلو 14، عددا من الممارسات الخاطئة وسط رقابة غائبة، وتجاوزات للأنظمة البيئية والصحية، من خلال عرض منتوجات منتهية الصلاحية ولحوم وأسماك مكشوفة وبيعها بسعر زهيد. وتعد منطقة البرماوية في كيلو 14 أكثر المناطق عشوائية في مدينة جدة، وأدى غياب الرقابة عنها لسنوات طويلة إلى التمادي في ممارسات غير نظامية تعكس سلبياتها على الأحياء المجاورة لها، سواء كانت سلبيات صحية أو بيئية أو أخلاقية. ويقطن المنطقة المتوسطة للحي أفراد من الجنسية البرماوية تجاوز عددهم 300 ألف حسب إحصائيات الجالية نظرا للأوضاع السياسية في الموطن الأصلي للبرماويين في دولة بورما (اتحاد ميانمار حاليا) وهجرتهم إلى دول عدة من بينها المملكة، حيث يقطنون في مدن مكة والمدينة وجدة، وتعمل الجهات المعنية في المملكة على إيجاد حلول مناسبة لهذه العمالة التي استوطنت المدن وأصبحت لا تعرف لها موطنا أصليا يمكن الرجوع إليه. ويعيش البرماوية حياتهم وفق عاداتهم وتقاليدهم الأصلية، ورغم عيشهم في المملكة سنوات طويلة، فضلوا المحافظة على نمط حياتهم المعيشي، ويجيد الكثير منهم اللغة العربية بطلاقة متناهية اكتسبوها خلال مخالطتهم أفراد المجتمع في المملكة، ويعمل الكثير منهم في أعمال مهنية تعد المصدر الوحيد لهم، وعملوا على احتكار العديد من المهن التي باتت مرتبطة بهم ارتباطا مباشرا أبرزها الصناعات الخشبية، بيع الأسماك، وبعض المهن الحرفية كالنجارة وبيع وشراء الأدوات المستعملة في الأسواق الشعبية. ورصدت «عكاظ» في جولتها تفاقم الأوضاع الصحية والبيئية بسبب عدو وجود مشروع لمياه الصرف الصحي، والعشوائية المفرطة في تنظيم المباني المنشأة بشكل عشوائي مخالف، بالإضافة إلى غياب الرقابة البلدية والمتابعة المستمرة من الجهات الخدمية لإصلاح المشكلات البيئية اليومية التي تعج بها منطقة البرماوية. ويعاني سكان الأحياء المجاورة لمنطقة البرماوية من الأضرار البيئية والصحية الناتجة عن الممارسات الخاطئة والمخالفات العلنية للأنظمة الصحية والبلدية، ويطالبون بحلول عاجلة وجذرية لهذه الممارسات والمخالفات. وأكدوا أن سكان المنطقة من الجنسية البرماوية يحتاجون إلى حملات توعوية وإرشادية تصاحبها حملات واسعة لتصحيح الأوضاع الصحية والبيئية.