صدر للدكتور مطلق بن سعود المطيري كتاب بعنوان «استراتيجيات الإقناع السياسي: قراءة تحليلية لخطاب سمو الأمير سعود الفيصل»، متناولا الخطابات السياسية لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، مستنبطا ملامح أسلوبه الفذ والمختلف في الإقناع في خطابه السياسي، والوقوف على أبرز محطات التحليل السياسي، والعمق الاستراتيجي في مفرداته التي تتمتع بأسلوب أدبي سياسي من رجل وهب نفسه وفكره للسياسة منذ زمن بعيد، حتى عرف على مستوى العالم كأحد السياسيين المؤثرين في تاريخ الدول. وفي دراسة المطيري التحليلية، كتب في مقدمتها «منذ بضع سنوات وأنا أفكر بموضوعية الباحث وحيادية المؤرخ عن شخصية عربية تجسد التاريخ في أقوالها وأفعالها وخبراتها، وتستحق الدراسة والتحليل بما يفيد واقعنا ويساعدنا نحن العرب على امتلاك مستقبلنا، وبعد سنوات من البحث والتنقيب توصلت إلى قناعة حقيقية تتمثل في أن حاضرنا العربي بشكل عام، والسعودي على وجه الخصوص، مليء بمثل هذه الشخصيات التي امتلكت خبرات قد لا نجد مثيلا لها بين الشعوب الأخرى، فالتاريخ لدى الشعوب يقاس بالأيام والسنين، أما في منطقتنا العربية فيقاس بالأحداث والأزمات، ومن أبرز تلك الشخصيات التي جعلت من التاريخ إنسانا يسير على الأرض سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية»، مضيفا: «لأن قراءة سريعة للخطاب السياسي للفيصل تكشف بصورة جلية حرصه على تنوع أساليب الإقناع المستخدمة بين النموذجين النفسي والثقافي والاجتماعي، يدعمه في ذلك إتقانه لمهارات الإقناع اللغوي، ودقته في استخدام تلك المهارات التي تندرج ضمن النموذج النفسي؛ من أجل إقناع الجمهور المستهدف، وهي المهارات التي اكتسبها بفضل تربيته في ربوع المملكة التي حفظت فيها اللغة العربية وقواعدها، وبين جدران القصر الملكي، وعلى يدي والده الملك فيصل بن عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي يعد مدرسة عربية في فنون الخطابة والبلاغة». وتناول المطيري، في كتابه، خطب وكلمات سعود الفيصل في أربعة فصول، أولها تناول الإطار النظري لمفهوم «الإقناع السياسي»، والفارق بينه وبين مفاهيم «التفاوض»، و«الدعاية»، و«التسويق السياسي»، والعناصر الأساسية للإقناع السياسي وشروط نجاحه والعلاقة بينه وبين الخطاب السياسي، واستراتيجياته الأساسية ووسائله التكتيكية. وفي الفصل الثاني استعرض المطيري العوامل المؤثرة في الخطاب السياسي لسعود الفيصل وخصوصية السياسة الخارجية للمملكة، ودور وزارة الخارجية السعودية في صياغة تلك السياسة، بالإضافة إلى السياقين المكاني والزماني والمحددات الذاتية. أما الفصل الثالث، فتناول فيه المؤلف استراتيجيات الإقناع السياسي التي استخدمها سعود الفيصل باستعراضه للركائز الأساسية والمفاهيم المحورية والمناهج الأساسية للخطاب السياسي لسموه، وفي الفصل الرابع تطرق إلى أساليب وتكتيكات الإقناع السياسي لسعود الفيصل، منها النفسية التي تؤثر في وجدان ونفس الجمهور، بما يؤدي إلى حدوث تحول في مواقفه تجاه القضايا محل الاهتمام، أو الأساليب الثقافية والاجتماعية التي تتمثل في استخدام الحجج العقلية التي تتناسب وطبيعة كل مجتمع وثقافته، ومن ثم فإنها تحدث تغييرات جذرية ومحورية في مواقف الجمهور تجاه القضية. الكتاب وقع في 168 صفحة وصدر عن دار مملكة نجد للنشر والتوزيع.