تتجه أنظار العالم اليوم إلى منتجع كامب ديفيد حيث تعقد القمة الأمريكية الخليجية الأولى من نوعها والتي ستناقش تطورات الأوضاع في اليمن على ضوء الهدنة الإنسانية التي بدأت الثلاثاء الماضي لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني فضلا عن بحث المستجدات على الساحة السورية والعراقية والقضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني. ويرأس وفد المملكة في القمة نياية عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.. ويتضمن الوفد السعودي كلا من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ووزير الخارجية عادل الجبير، ووزير الدولة الدكتور مساعد العيبان. وأكد مصدر مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض ل«عكاظ» على أهمية القمة الأمريكية الخليجية التي تعقد في ظروف حساسة وهامة تمر بها المنطقة الخليجية والعربية والتي تتطلب التنسيق والتشاور بين الإدارة الأمريكية والدول الخليجية حول تعزيز المنظومة الأمنية الخليجية واستمرار الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن ودول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أن القمة ستبحث عددا من القضايا الاستراتيجية في المنطقة وعلى رأسها الأزمة اليمنية وضرورة إعادة الشرعية لليمن فضلا عن مناقشة الأزمة السورية والعراقية والملف النووي الإيراني. من جهتها قالت مصادر خليجية في تصريحات ل «عكاظ» : إن دول الخليج العربي حريصة على الاستماع لوجهة النظر الأمريكية حيال ما يجري في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني لأن دول الخليج لديها شكوك وهواجس حياله وترغب من الجانب الأمريكي توضيحها مع اقتراب موعد توقيع الاتفاق النهائي بين الدول الغربية مع إيران، فضلا عن تذمر دول المجلس من التدخلات السافرة لإيران في الشؤون العربية والخليجية وخاصة في اليمن، مشيرة إلى أن دول الخليج لديها خشية من أن يؤدي الاتفاق النووي مع إيران إلى مزيد من التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة. وقالت المصادر: إن دول الخليج ترغب في أن تضغط واشنطن على إيران لاحترام جيرانها وسيادة أراضي دول مجلس التعاون ووقف تدخلاتها في الشؤون الخليجية واليمنية. وبحسب مصادر أمريكية فإن أوباما يهدف من خلال قمة كامب ديفيد إلى إعادة بناء الثقة مع دول الخليج على ضوء توقيع واشنطن على اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني وضرورة التدخل بشكل أكثر فعالية لإيجاد حل للأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس مع استمرار نظام بشار في ارتكاب المجازر ضد الشعب السوري. ولم تستبعد المصادر الأمريكية أن تناقش قمة كامب ديفيد اتفاقية الدفاع المشترك، والتي تتمثل في بناء درع صاروخي يمكن أن يكون رادعا لإيران النووية وضرورة «الاتفاق على تفاهم أمريكي خليجي مشترك حول شكل العلاقات المستقبلية مع دول الخليج» ، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية حريصة على تهدئة مخاوف دول الخليج حول الاتفاق النووي مع إيران. وكان كيري قد أوضح بعد لقاء مع نظرائه الخليجيين في باريس مؤخرا أن واشنطن تبلور سلسلة من الالتزامات الجديدة التي ستخلق عهدا أمنيا جديدا بين الولاياتالمتحدة ودول مجلس التعاون. وقال مصدر رفيع بالخارجية الأمريكية: إن القمة الخليجية الأمريكية سترفض بشدة محاولات إيران زعزعة الاستقرار في المنطقة والحيلولة دون تمكن طهران من تطوير سلاح نووي وتبني المبادرة الخليجية للحل في اليمن ودعم الشرعية في اليمن وتأييد الحوار الوطني بين الأطياف اليمنية في الرياض..