مما لا شك فيه أن كل منظمة يهمها أن تكون ذات كفاءة وفعالية في تحقيق أهدافها، خاصة في عالمنا اليوم حيث التحديات والتهديدات المتزايدة في ظل تنافس شديد على الموارد المالية والبشرية المحدودة، وبيئة سريعة متغيرة، وهذه الفاعلية في غالبها تتشكل من قدرات وطاقات الإدارة والعاملين في المنظمات والذين بدورهم يشكل لهم مستقبل المنظمات ومستقبلهم الشخصي هاجسا ودافعا لبذل المزيد من الجهد والعمل لتحقيق أهدافهما المشتركة. ويختلف الناس في قدراتهم ونظرتهم للعمل ودرجة ارتباطهم واستجابتهم ومستويات الجهود المبذولة، ومن هذه القدرات التي قد يتمتع بها بعض العاملين عن البعض الآخر ما يعرف بالذكاء العاطفي، والذي بدأ في الوقت الحالي يجذب انتباه الباحثين وقبلهم أصحاب وممولي المنظمات والمؤسسات لما سوف يعود على تلك المنظمات من زيادة وتطوير في الأداء بين العاملين. وتتعدد العوامل المؤثرة على سلوك الناس كعاملين في المنظمات، وتتأثر بعدة أبعاد وعناصر شخصية، ومع ذلك تحرص الإدارة في سعيها لزيادة الفاعلية التنظيمية للمنظمة على توجيه وحفز وتطوير سلوك العاملين ليتفق، ويتواءم مع أهداف المنظمة، وهنا يحتاج المدير إلى فهم تلك العوامل المؤثرة على سلوك العاملين لديه بما يساعده على أن يحقق التلاؤم بين سلوك العاملين وأهدافهم وأهداف المنظمة، وهنا يأتي الدور الهام للمدير أو القائد وما يتمتع به من ذكاء وقدرات خاصة واتزان عاطفي أو ما يعرف بالذكاء العاطفي. سليمان الزغيبي