يعرف الذكاء العاطفي بأنه من الميزات غير الملموسة التي نتمتع بها جميعا. وهو يؤثر على تحكمنا بتصرفاتنا وتعاملنا مع التعقيدات الاجتماعية المحيطة بنا، واتخاذ القرارات الشخصية التي من شأنها تحقيق النتائج الإيجابية. وبحسب مجلة "فوربس"، يتكون الذكاء العاطفي من 4 مهارات يمكن اختزالها في مهارتين أساسيتين هما: الإدراك الذاتي: --------------- وهو القدرة على تصور عواطفك بدقة والبقاء على دراية بها حين حدوثها. وإدارة الذات: -------------- وهي قدرتك على توجيه تصرفاتك بشكل إيجابي بعد إدراك طبيعتها. وهما تركزان على الشخص نفسه أكثر من التركيز على تفاعله مع الآخرين. لهذا، فإن التفوق العاطفي يقاس بمدى القدرة على فهم طبيعة العواطف والتحكم بالتصرفات والميول. كما تتكون الكفاءة الاجتماعية من مهاراتك في الوعي الاجتماعي وإدارة العلاقات. وتعرف بأنها القدرة على فهم أمزجة الآخرين وتصرفاتهم ودوافعهم، لتتمكن من تحسين نوعية علاقاتك. وبهذا يمكن تعريف الوعي الاجتماعي على أنه هو قدرتك على البقاء متيقظا لمشاعر الآخرين، وفهم ما يدور من حولك بوضوح. الاختلاف بين الذكاء العاطفي ومعدل الذكاء والشخصية: ينسجم مفهوم الذكاء العاطفي مع عنصر أساسي في السلوك يختلف عن فكرك الخاص. وليس هناك أي رابط معروف بين معدل الذكاء العقلي والذكاء العاطفي، ولا يمكن التنبؤ بمستوى الذكاء العاطفي لدى شخص ما بناء على مدى ذكائه العقلي؛ لذلك، فإن الذكاء العاطفي هو عبارة عن مجموعة مرنة من المهارات التي يمكن اكتسابها وتطويرها بالممارسة. وبالرغم من الذكاء العاطفي متفاوت بين الناس، إلا أنه يمكن تطويره بالتدريب والتعلم ليصل إلى مستويات عالية. أما الشخصية فهي القطعة الأخيرة من هذه الأحجية. وهي تمثل النمط الثابت الذي نملكه جميعا ويحدد طبيعة كل واحد منا. وهي أيضا من الأمور الثابتة التي لا تتغير على مدى الحياة. الذكاء العاطفي مرتبط بالأداء: إن حجم تأثير الذكاء العاطفي على نجاحك المهني يعد كبيرا. وتركيز طاقتك على الذكاء العاطفي يعد أسلوبا جيدا للحصول على نتائج عظيمة؛ إذ إنه يعد أهم عامل بين مهارات العمل المؤثرة على الأداء إيجابا بنسبة 58% في مختلف أنواع الوظائف. كما أن ذكاءك العاطفي يعد أساسا لمجموعة من المهارات المهمة؛ فهو يؤثر على معظم الأمور التي تفعلها وتقولها يوميا. وحسب دراسة تم إجراؤها من خلال مجموعة من الموظفين في مكان العمل، وجد بأن 90% من الأفراد الذين يملكون أعلى وأفضل نسبة أداء، يتمتعون أيضا بنسبة ذكاء عاطفي مرتفعة. وقد يملك بعض الأشخاص نسبة أداء عالية حتى لو لم يكن لديهم مستوى عال منه، لكن احتمالات حدوث ذلك تظل ضئيلة.