الفرحة لم تكن تسع القاطنين في حي النزهة عندما استيقظوا ذات صباح ليجدوا معدات وآليات شركة مقاولات تأخذ مكانها لتشييد مبنى مدرسة عدي بن حاتم بديلا عن المبنى المستأجر. كان ذلك قبل عامين عندما تقرر حسب الأهالي أن يكون المبنى الجديد لجميع المراحل.. غير أن خفوت فرحة الناس جاء سريعا إذ حملت شركة المقاولات معداتها ورحلت بلا مبررات. يقول عبدالهادي المطيري إن اللوحات المزروعة على أرض المشروع تشير إلى أنه تبقى 4 أشهر على إنهاء المشروع والواقع على الأرض غير ذلك، مجرد حفريات تلمح إلى ما يطلق عليه تعثر المشاريع. ويتفق مع ذات الرأي خالد عبدالكريم ومحمد منير، ويقولان: إن سكان الحي استبشروا خيرا عند بدء المشروع لأن الحي بالفعل بحاجة إلى مجمع تعليمي حكومي، فهناك ثلاث مدارس مستأجرة ومتهالكة وتوقع الناس أن يكون للمشروع إسهام في حل قضايا المستأجرة المتهالكة وتهيئة مكان ملائم لأبناء الحي. في المقابل، يقول المتحدث في تعليم جدة إن المشروع متوقف مؤقتا لوجود أعمال إجرائية في العقد وجار اعتمادها. حدث في الوزيرية مجمع آخر في حي الوزيرية، فمنذ العام 2009 وإدارة التعليم في جدة تنتظر استلام مجمع دراسي متكامل للبنات في الحي إذ توقف العمل فيه بعد أن أنجزت هياكله بنسبة كبيرة، وهو ما اعتبره مواطنون ضعفا في الرقابة أدخله ضمن المشاريع الحكومية المتعثرة. وبحسب مواطنين في الوزيرية، فإن المشروع عندما دخل مرحلة الإنشاء كانت هناك مساحات شاسعة من الحي أراضي فضاء وخلال هذه الفترة حدثت نهضة في الحي أحالته إلى مخطط كبير بمبانيه المرتفعة وكثافته السكانية الكبيرة، ما يعني أن الحاجة أصبحت ملحة الآن لمثل هذه المشاريع في ظل اضطرار الأسر لنقل بناتها إلى مدارس أخرى بعد تعطل العمل في مشروع الحي. ويقول عبداللطيف الزهراني: استغرق بناء مجمع المدارس فترة طويلة، فحتى الكباري والأنفاق التي أنجزت في محافظة جدة لم تستغرق مثل هذه الفترة. وأضاف أن الأهالي رفعوا عدة استفسارات ومطالب إلى الإدارة والجهات الرقابية المعنية، ولم تفلح محاولاتهم في حلحلة وضع المشروع أو إحراز تقدم في مراحل إنجازه. تعيين حارس يضيف الزهراني: الحي يحتاج بحجمه الحديث إلى أكثر من مجمع، بالنظر إلى كثافته السكانية، فتصاريح البناء تجيز بناء الوحدات السكنية الضخمة، والمباني ذات الأدوار الأربعة، ما يعني أن الكثافة السكانية كبيرة، فالحي نهض نهضة كبيرة في السنوات الخمس الأخيرة وترافق ذلك مع تكامل مضطرد في الخدمات الحكومية والتجارية، فيما ظلت الخدمات التعليمية على حالها برغم إقرار ميزانية مشروع المجمع وإحدى مدارس البنات للمرحلة الابتدائية التي انتهى العمل بها العام الماضي، ولا تزال تنتظر موافقة الوزارة على إطلاق العملية التعليمية بها رغم تعيين حارس للمدرسة الابتدائية الصمت المطبق المجمع حسب المواطنين يضم روضة للأطفال، وثلاث مدارس للمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ونسبة الإنجاز فيه وصلت مرحلة متقدمة، إذ تم بناء الهيكل الأساسي للمجمع والمرافق الخاصة به والسور الخارجي، ولم يتبق غير التشطيبات الداخلية وبعض الأعمال الفنية. ويبين محمد البكري أن الإهمال الذي يتعرض له المشروع أحاله إلى مشكلة أمنية وسط الحي، فمداخله مفتوحة وكثير من الشباب والأطفال يدخلون ويخرجون بحرية وسهولة وهو أمر نعلم خطورته.وأضاف البكري أن مقاول المشروع كان يعمل على فترات متقطعة، العمال يحضرون يوما، ويغيبون أسابيع، إلا أن العمل في المشروع هذا العام توقف بشكل كامل، ولم نعد نرى العمال والمقاول منذ بداية السنة الحالية، ولا تزال معدات المقاول وأغراض العمال في مكانها، ما يدل على أن التوقف جاء مفاجئا، وعند سؤال إدارة التعليم في جدة عن الأمر يلزمون الصمت.