في مقاله المنشور يوم أمس راح صديقي خلف الحربي يقارن بين ذلك «المطنوخ» الصيني الذي أراد إكرام موظفي شركته فدعا 6400 موظف (وموظفة دون شك) ليمضوا برفقته عطلة أربعة أيام في فرنسا «مكفولين محفولين» كما نقول (ولا أعرف كيف يقولونها باللغة الصينية ولكنه بالتأكيد قال لهم ما في معناها وهو يقدم لهم تذاكر السفر وحجوزات الفنادق والمطاعم)، وتساءل صديقي خلف عما يقدمه المطنوخون (هل جمعها مطنوخون أو مطانيخ يا خلف؟) المهم أن خلف تساءل عما يقدمه أصحاب المليارات لدينا من أمثال ذلك المطنوخ الصيني لموظفيهم ومجتمعاتهم غير الفتات الذي يجودون به على من يدبج فيهم قصائد المدح الركيكة. خلف أشار في بدء مقاله إلى أن ثروة أصحاب المليارات لدينا تقدر ب166 مليار دولار، وحذر خلف من محاولة تحويل الدولارات إلى ريالات، مشيرا إلى أن الأصفار في الآلة الحاسبة سوف تنتهي قبل أن يتم التحويل، وذلك ما تحققت منه حين اعتقدت أن خلف يبالغ ولم أجد بدا من أن ألجأ إلى الورقة والقلم اعتمادا على أني كنت «شاطر» في الحساب قبل أن يخترعوا الآلة الحاسبة، والمهم أني اكتشفت أن ثروة أصحاب المليارات لدينا، بعد التحويل، تبلغ 622 مليارا و500 مليون ريال (وهي الثروة التي تساوي ميزانية دولة توغو التي يعيش فيها 7 ملايين شخص لمدة أربع سنوات). وإذا كان المشمولون بالضمان الاجتماعي لدينا يبلغ عددهم مليونين و587 ألفا، فإن لنا أن نتخيل نصيب كل فقير من هؤلاء من أموال الزكاة لو أن أصحاب المليارات لدينا أحسنوا صرف الزكاة الواجبة في أموالهم لأولئك الفقراء الذين لا تخطئهم عين من يبحث حوله عن المستحقين للزكاة. وإذا كانت زكاة تلك المليارات تبلغ 15 مليارا و500 مليون (اعتمادا على الورقة والقلم أيضا لعجز أصفار الآلة الحاسبة) فإن لنا أن نتخيل حجم العائد المادي من وراء المشاريع الوقفية التي يمكن أن تساهم زكاة سنة واحدة فقط في إنشائها. والمهم، والذي يبقى لنا بعد حسبة البدو هذه، هو أن نتعجب، ثم لا نفيق من العجب، أن يبقى لدينا فقير واحد يعيش على الضمان الاجتماعي ونحن البلد الذي تبلغ فيه ثروة أصحاب المليارات رقما تعجز الآلة الحاسبة عن تسجيل عدد أصفاره.