الزكاة عبادة مالية وتأتي كركن ثالث ومكمل للإسلام دالة على التكافل الاجتماعي الذي يؤدي إلى التقارب من أجل تطهير النفوس من البخل وسبباً من أسباب نيل الرحمة بل إن هناك روابط بين إنفاق المال على المحتاج والسعادة. الكلام الخطير الذي قاله صالح كامل في محاضرته عن الزكاة قبل أيام في الغرفة التجارية في المدينةالمنورة من أن تقديرات الزكاة المقدرة فعليا في السعودية تقترب من تريليون ريال بعد أن تحدث عن تقديرات تصل إلى نحو ستة تريليونات ريال.. أخذت الآلة الحاسبة وأضفت الأصفار الطويلة ثم أصابني صداع .. هذا المبلغ الضخم جداً يجعلنا نصاب بجلطة فكرية واقتصادية وربما روحية ! الفقر يعشعش في مجتمعاتنا ويظهر بصورة واضحة في الشوارع والصحف والمواقع الإلكترونية وكأنه شيء طبيعي لا يستحق إنكاره أو التحدث عنه .. البطالة تلوك شباب وشابات المجتمع فلدينا أكثر من مليون عاطل وهؤلاء هم حقل الألغام الخطير الذي يهدد المجتمع صحياً ونفسياً وأمنياً .. المرضى الذين يحتاجون إلى علاج وليس (شرهات) يعانون العوز والحاجة لدرجة أن وسائل الإعلام المختلفة تزيدنا تعاسة وإحباطا وبؤسا في نشر الحالات الإنسانية التي نقف أمامها صامتين رافعين أيدينا بالدعاء لهم.. لا أعرف كيف يجتمع هذا المبلغ الهائل مع ثلاثية الفقر والبطالة والمرض التي رسخت ووضعت أوتادها في المجتمع كمسمار في نعش التنمية! اقترب موعد الزكاة مع نهاية هذا الأسبوع والسؤال الأهم الذي كان من الأجدى أن أطرحه قبل التعرض لمشكلاتنا هو هل يخرج التجار زكاتهم عن كل أموالهم؟ هل أصحاب الشبوك والنفوذ الذين تتفضخ أرصدتهم بالمليارات يدفعون زكاتهم ! أسئلة حائرة ولكننا نأمل الخير منهم فالبلاد لا تقوم إلا بأبنائها عبر تكافلهم وتعاونهم.