ذكر تقرير اقتصادي أن ثروات المليارديرات السعوديين تقدر بحوالي 166 مليار دولار (لو حولتموها بالريال فسوف تنتهي أصفار الآلة الحاسبة)، وبالطبع من هؤلاء الكريم والبخيل مثل سائر عباد الله، ولا بد أنكم سمعتم عن قصص الشعراء الذين ينظمون المدائح في بعض هؤلاء المليارديرات ويشبهون الواحد منهم بحاتم الطائي بحثا عن حفنة من الريالات. اليوم، سأحدثكم عن الشيخ لي جينيوان، وهو ملياردير صيني (مطنوخ)، ولكن مشكلته أنه لا يملك الوقت للاستماع إلى قصائد الشعراء الذين ينظمون قصائد من نوع: (يا ولد جينيوان يا بحر العطايا)؛ لأن لديه مفهوما مختلفا للكرم، فقد قام هذا الرجل بدعوة 6400 من موظفيه عبر العالم ليمضوا معه عطلة في فرنسا مدتها 4 أيام بمناسبة مرور 20 عاما على تأسيس شركته، وقد نقل جينيوان ضيوفه على متن 26 طائرة، وأسكنهم 140 فندقا، وخصص لهم 146 حافلة للتجول، مع مصروف جيب لكل واحد منهم بلغ 500 دولار، هذا بخلاف دفع تكاليف الفنادق والمزارات السياحية، أي مكفولين محفولين منقولين (مبسوطين)!. وقد خصص اليومين الأولين لزيارة معالم باريس؛ مثل برج إيفل ومتحف اللوفر الذي أغلق أبوابه أمام الزوار كي يستقبل ضيوف الشيخ جينيوان، ثم نقلهم بعد ذلك إلى الجنوب الفرنسي، حيث حجز لنفسه مقعدا مثلهم في القطارات ولم يقل أنا (المعزب)، وتورطت شركة السكك الحديدية الفرنسية بكل قدراتها كي تؤمن عملية نقل ضيوف الشيخ الصيني، حيث أضافت قطارين على ما لديها لترتب قافلة من 12 قطارا نقلت هذا الحشد البشري إلى سواحل الجنوب الفرنسي. وأكبر فاتورة دفعها الشيخ جنيوان في هذه الرحلة الأسطورية كانت فاتورة الفنادق التي فاقت الخمسة ملايين دولار، أما أكبر فاتورة عشاء، فقد قربت نصف مليون دولار في مطعم 5 نجوم استضافهم في حديقته.. لذلك من الإنصاف أن نقول (والله والنعم وستين ألف نعم بالشيخ لي جينيوان)؛ لأنه لم ينفق الأموال كي يستعرض أمام من هم في مثل حالته أو يلقي بفتات ما يملك على شاعر يتملقه، بل أنفقها لإسعاد موظفيه الذين يرى أنهم من أسباب نجاحه. ولأن الكرم الصادق النابع من القلب لا يضيع ولا يذهب أدراج الرياح، فقد ذكر موقع العربية نت أن وزير الخارجية الفرنسي استقبل جينيوان في مكتبه، ونشرت صحف عديدة في هذا العالم صور وأخبار هذه الرحلة الأسطورية، إضافة إلى تقارير محطات التلفزة التي تطرقت إلى كل التفاصيل؛ لدرجة أن كل ما دفعه في هذه (الطنخة الاستثنائية) لا يعادل نصف ما كان يمكن أن يدفعه لو أراد أن ينظم حملة إعلانية ترويجية لشركته في كل هذه الصحف والمحطات!.