اختتم منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة أعمال دورته الثانية، في أبوظبي، تحت رئاسة الدكتور عبدالله بن بيه، ومشاركة 350 عالما ومفكرا من 80 دولة، بينهم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، رئيس الرابطة المحمدية لعلماء المغرب محمد يسف، المشير عبدالرحمن سوار الذهب، وأمين عام مركز خادم الحرمين الشريفين للحوار فيصل بن معمر. وأوصى المشاركون بإنشاء منتدى للشباب، وجمع ما ألفه دعاة التطرف والإرهاب لتحليله ونقد الأسس الفكرية والتبريرات المغلفة بلبوس الشرعية الدينية التي ينبني عليها. وقرر المنتدى إنشاء موسوعة «السلم في الإسلام»؛ كأول موسوعة في تاريخ الإسلام شاملة لفقه السلم وقواعده وقيمه ووسائله، وفق منهجية «المنتدى» في التعامل مع النصوص الشرعية، وعقد دورات علمية لترسيخ فقه السلم في أنحاء مختلفة من العالم. تميزت الدورة بالإعلان عن إطلاق «جائزة الإمام الحسن بن علي للسلم» الدولية؛ كجائزة سنوية مخصصة لتكريم ذوي الأعمال والمبادرات العملية في صناعة ثقافة السلم وتأصيل قيمها في المجتمعات المسلمة، من العلماء والمفكرين، ومنحت هذا العام في دورتها الأولى لعلامة الهند المفكر الإسلامي وحيد خان. إلى ذلك، أكد رئيس المنتدى الدكتور عبدالله بن بيه على أهمية تزود العلماء بالدراسات الإسلامية المنهجية والعلمية والعملية؛ لتجديد الخطاب الإسلامي، في إطار الارتقاء بقيم دين الرحمة والإنسانية الفذة على كل المستويات الفكرية والثقافية أو المعرفية في سياق الإضاءة الكاشفة على قيم ثقافة السلم والتسامح، الكامنة بفطرة الإسلام، التي وهبها الله سبحانه وتعالى لجميع خلقه حتى الحيوان والنبات والجماد وأسس لها في الهدي القرآني والبيان النبوي، بمواجهة سلوك الضلالة ونهج المضللين، الذين يدفعون بالمجتمعات المسلمة إلى الفتنة والاحتراب والشقاق، هذا فضلا عن تشويه صورة الإسلام والمسلمين، التي بدت في عيون الآخر في هذه الأيام وكأنها حاضنة للإرهاب ومفرخة للقتلة والمتوحشين. وأضاف أن العلماء والمفكرين أمام تحديات حقيقية للنهوض برسالة الإسلام السلمية بالمقاصد والمآلات والدلالات والمصطلحات المعرفية، باعتبار أن السلم هو التعبير الأصدق الذي يختزل مفاهيم القرآن الكريم، والسيرة النبوية الشريفة.