رغم أن وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل، كان واضحا في التأكيد على أن الوزارة ليست ملزمة بضم وإلحاق الدارسين على حسابهم الخاص، لبرنامج الابتعاث، معتبرا أن ما جرى في السابق هو استثناء، وأن ما يتم الآن هو العودة إلى الوضع الطبيعي، وبرغم تغيير لغته إلى وعود أطلقها مؤخرا بوجود تنظيمات جديدة للإلحاق، إلا أن الكثير من الدارسين القدامى على حسابهم الخاص، مازالوا يمنون أنفسهم بالالتحاق، مشيرين إلى أن أملهم يكمن في أنهم سافروا للدراسة في وقت سابق، وأن تكاليف الغربة أنهكتهم، وتسببت في معاناة مادية لهم ولأسرهم، وكل أملهم أن يكون هناك استثناء للفئة التي خرجت في وقت سابق، خصوصا وقد صعق كثير منهم بعد أن وافقت الوزارة على دراستهم، واندفعوا إلى السفر وتحمل الأعباء وتكاليف المعيشة، برفض الوزارة لطلبهم، رغم تحقيقهم كل الشروط المقررة سلفا، بما فيها مدة الدراسة، وحضورهم ملتقى الدراسين على حسابهم الخاص الذي تنظمه الوزارة في عدة مدن رئيسة بالمملكة. ويعتبر الدارسون على حسابهم الخاص أن النسبة التي أعلنها الوزير والتي تنطبق عليهم الأنظمة ويستحقون الابتعاث، والتي لا تتعدى 2.5 % (386 طالبا مستحقا من بين 15 ألف طالب)، ربما تكون واقعية، لكن واقع حياتهم في الغربة، وواقع أسرهم في المملكة يستحق أن ينظر إليه بعين الاستثناء ولو بصفة أكثر استثنائية. وربما ما فتح للدارسين على حسابهم الخاص باب الأمل، تأكيدات الوزير وقوله بأنه (تمت دراسة الموضوع، وأن عملية الإلحاق مستمرة ولم تتوقف، وما كان يجري هو محاولة لتنظيم الأمور والإلحاق مستمر وهناك طلبة يلتحقون). الملف المعلق ويعترف الدارسون في الخارج على نفقتهم الخاصة أن هذا الملف ربما الأكثر تعقيدا وتشعبا، ولا يجب النظر إليه بشيء من الاستثناء، لكنه يجب النظر إلى الردود المتأخرة التي تأتي من الوزارة في شأن حسم الالتحاق بالبعثة، حيث يعتقدون أن هناك تأخيرا لا مبرر له، وأنهم يبحثون عن أسباب واقعية للرفض، وربما لا يجدونها، مشيرين إلى أن الكثير من الطلاب تنطبق عليهم شروط الالحاق، خاصة أن رغبة الوزارة في تخصصات معينة تنفع البلاد، تتحقق في الكثير منهم، فضلا عن الرغبة في الدراسة من دول بعينها تعتبر متقدمة ويمكن الاستفادة لاحقا من الخريجين لتطوير التخصصات، مثل أمريكا وبريطانيا وأستراليا أيضا يتحقق في الكثير منهم. ويقولون إنهم طرقوا الكثير من الأبواب، من خلال طلبات إلحاقهم بالبعثة أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، لكنهم لم يجدوا أي تجاوب مع معاناتهم، وربما تلقوا وعودا لم تتحقق حتى الآن. واعتبر عدد من الدارسين على حسابهم الخاص ل «عكاظ» شروط الوزارة في الانضمام للبعثة لا يتم تطبيقها بشكل جيد، وتحدثوا عن معاناتهم في المصاريف التي تحملوها وأسرهم، على أمل الانضمام للبعثة خلال فترة لا تتجاوز أربعة أشهر، إلا أن الفترة طالت وامتدت إلى العام مما أرهقتهم وأسرهم مالياً. ويسرد عبدالرحمن محمد إبراهيم صعيدي، تفاصيل معاناته، حيث يدرس على حسابه في أمريكا منذ 10 أشهر، وقال: أرهقتني الديون وعائلتي باعت كل ما لديها لكي أكمل دراستي، وبالرغم من أنتي مستوفي الشروط إلا أن كل طلبات الإلحاق بالبعثة إما يتم رفضها أو تعلق. وأوضح سعد الشهري مرت سنة كاملة ونحو شهرين.. وهو يدرس على حسابه الخاص في أستراليا بتأشيرة سياحية، حيث انتظرت حتى تنتهي التأشيرة ثم قام بتقديم طلب للملحقية لفتح ملف إلا أن الرد جاء بالرفض لعدم حضوره الملتقى الخاص بالدارسين في المملكة. وتابع: رجعت المملكة وقالوا لي في الوزارة لا تحتاج الملتقى وتستطيع العودة إلى أستراليا، رجعت أستراليا رفعت طلبا ورفض بسبب عدم حضور الملتقى، هذا السبب في عدم حصولي على البعثة حتى الآن، ولم يشملني الاستثناء السابق قبل أربعة أشهر في ضم الدارسين على حسابهم بالبعثة. ويقول يعقوب: وصلت لأمريكا في شهر 8 من العام الماضي، وعشت في مدينة شارلوت، ولاية نورث كارولاينا ووعدنا المسؤولون بالوزارة في الملتقى بالإلحاق بعد 4 أشهر، وبالفعل في شهر ديسمبر تقدمنا بطلب إلحاق بالبعثة ولا مجيب حتى الآن وأكملنا 4 أشهر أخرى بلا رد. وتشير فاطمة حسن، إلى أنها تدرس على حسابها الخاص منذ أكثر من 18 شهرا، ولديها طلب إلحاق منذ شهر 11 \2014 ولم يتم إلحاقي بالبعثة. وقال مشعل صالح عِوَض الجابري بدأت دراستي في أمريكا ولاية فلوريدا في تاريخ 5/1/2014 وبعد ذلك أخبروني بأنني لن أستطيع الالتحاق بعضوية البعثة إلا بعد الخروج منها، خرجت منها في تاريخ 12/20/2014 وذهبت إلى نورث كارولينا بمدينة شارلوت والآن أنا في معهد أدفع شهريا 2000 دولار والسكن 900 دولار، وهذا غير المأكل والمشرب يعني حوالي شهريا أصرف 17000 ريال، حتى أن والدي اقترض من البنك لأكمل دراستي وكل شهر نترقب خيرا في الحصول على البعثة، خاصة أنني رفعت طلبا منذ 2/6/2014 ولم يحصل على المعاملة أي خبر. وبين أحمد الحارثي: جميع أوراقي كاملة وتنطبق علي جميع شروط الإلحاق بالبعثة إلا أنه لم يوافق على طلبي، وتابع: قبل عيد الأضحى الماضي حضرت ملتقى الدارسين على حسابهم الخاص في الرياض، وقالوا لنا خلال 4 أشهر من دراسة اللغة سوف تنضمون لبرنامج الابتعاث إذا كانت درجاتكم عالية ومنتظمون في الدراسة ومازلنا ننتظر. وأضاف علي بنيان المبتعث على حسابه الخاص منذ ستة أشهر: جئت إلى كانساس لتحقيق رغبتي في الدراسة بالخارج، وساعدني على ذلك والدي الذي رأى طموحي وإصراري لنيل أعلى الدرجات العلمية، وبعد أن أكدت لنا وزارة التعليم أن إمكانية الالتحاق بالبعثة ستكون بعد أربعة أشهر دراسية، وكنت مفعما بالأمل وكلي إصرار وطموح، رغم أن أوضاعنا المالية ليست بالجيدة ولكن أعتقدنا أن الوزارة ستحقق لنا أمنيتنا، ولكن ذلك لم يحصل إلى الآن رغم تفوقي في الدراسة بمرحلة اللغة واستيفاء كافة الشروط السابقة والآن أعاني من إحباط شديد والدي بدا يثقل عليه الحمل بمصاريفي ويبقى الأمل الوحيد بعد الله في استثناء لتحقيق طموحاتنا. ويشير زميله الطالب المبتعث عبدالله الغباري والذي مر على تواجده بالولايات المتحدة تسعة أشهر دراسية إلى أنه: لم يكن يدور في خلدي بأنني سأكون ضحية لوعود حسب شروط قديمة، بأننا سنتمكن من الالتحاق بالبعثة فور قضاء أربعة أشهر، وإلى الآن لم يحصل شيء والديون أثقلت كاهلي وأسرتي، وكلنا أمل في قرار ينقذنا، لأننا والكثير من زملائي وزميلاتي في حال سيئ جدا.