جاء تأكيد وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل على استمرار برنامج الابتعاث مهماً لوقف التكهنات التي دامت لأسابيع حول البرنامج الوطني الأضخم في دعم الموارد البشرية السعودية، إلا أن تساؤلات وآهات عديدة للطلاب لا تزال مطروحة. الوزير الدخيل وبخبرته الإعلامية اختار توجيه رسالة مقتضبة عبر حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي تويتر إلى آلاف الطلاب والمقبلين على الدراسة في الخارج، بعد أن شهدت هذه الشبكات تصاعداً في القلق على مصير الابتعاث والدارسين على حسابهم الخاص، ممن ينتظرون ما وُعدوا به من مسؤولي التعليم العالي قبيل ضم الوزارتين. التغريدة التي أرسلها الدكتور الدخيل على حسابه أشارت إلى أهمية البرنامج واستمراره مع المضي في تطويره، وهو أمر هام وضروري لاستمرار نجاح أي برنامج أو مشروع، وفي الوقت نفسه يتطلع الكثير من الطلاب المقبلين على الدراسة على حسابهم الخاص إلى تطوير حقيقي ينقذ مصيرهم التعليمي ويضع حداً لمعاناتهم. وحينما كتبت قبل أسبوعين عن الابتعاث وصلتني رسائل عديدة تطلب مني الإشارة لمعاناة منتظري الدراسة على حسابهم الخاص، ممن ما زالوا ينتظرون لثلاثة شهور وأكثر رسالة من التعليم العالي تبلغهم بالنواقص التي لم يتمكنوا من تسليمها قبيل الملتقى بسبب الضغط على الموقع، ليرفقوها كي يتم النظر في قرار الموافقة على دراستهم على حسابهم، ثم ينتظرون وصول نتيجة الموافقة ليكونوا ضمن قوائم المستحقين للإلحاق للبعثة في وقت لاحق. بعض الطلاب في دول الدراسة أمضوا شهوراً في انتظار الموافقة وتكبدوا العناء للعودة للمملكة، فقط لحضور الملتقى الذي اعتبر من أهم الشروط لمنح موافقة الدراسة على الحساب الخاص، ثم سافروا إلى دول الدراسة مرة أخرى، ولم يصلهم أي رد إلى اليوم، بينما لا يزال بعض حضور ملتقى الرياض في بداية العام الميلادي في منازلهم ينتظرون الموافقة ليحزموا حقائبهم. الملتقى الذي حضره المتقدمون للدراسة على حسابهم الخاص في الرابع من يناير الماضي اختتم برنامجه الخطابي بخبر عاجل من أحد مسؤولي الوزارة يشير إلى إلحاق الدارسين على حسابهم في مرحلة اللغة في جميع دول الابتعاث بشرط حصولهم على حد أدنى في الاختبار المعياري للغة الإنجليزية (IELTS) لا يقل عن 4.5 وأن الموافقة على الدراسة أو طلب النواقص ستصلهم بحد أقصى أسبوعين. مضى شهران ونصف الشهر والطلاب وأسرهم ينتظرون وصول الرد، وبعض منهم وصلته رسالة بعدم الموافقة لعدم استكمال المرفقات بدلاً من طلب استكمالها، وأتمنى من الوزير ومسؤولي الوزارة مراجعة شكاوى وآلام الدارسين على حسابهم الخاص التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي منذ شهور؛ علّهم يجدون ما يعيد لهم الأمل من جديد. قبل سنوات كتبت عن أهمية اشتراط الخبرة في الابتعاث للدراسات العليا، وهو ما تشترطه كثير من الجامعات المرموقة، وأهمية ترشيد الابتعاث لدراسة اللغة لمن لم يصل لدرجة تمكنه من الدراسة في الجامعة ولو من خلال برامج ال (Pre-sessional)، مثلما تشترط دول خليجية لتحفيز الطلاب على تعلم الحد الأدنى من اللغة في الداخل، وترشيد الابتعاث لدراسة الجامعة في الخارج؛ كون الاستفادة من الدول المتقدمة في نقل المعرفة غالباً من خلال الدراسات العليا. اليوم تم إيقاف الابتعاث للدول العربية، ومرحلة البكالوريوس بشكل كامل، وبعض الأقاويل حول شرط الخبرة للابتعاث في مرحلة الماجستير والدكتوراة، لكن من المنصف أيضاً النظر إلى الدارسين على حسابهم بمنظور أكثر مرونة، فهم أكثر الفئات حافزاً ومساهمةً، ومن حقهم أن يختاروا التخصصات والمرحلة التي يراهنون على النجاح فيها بدلاً من الصعوبات التي يجدونها اليوم. تلك الإرادة والاستعداد لدفع فاتورة المغامرة والإقدام على هذا الخيار من قبل الدارسين على حسابهم الخاص وأسرهم تستحق التشجيع، والتوجيه والمتابعة، وإلحاقهم في مرحلة اللغة بشرط تحقيق الشرط المعياري للغة المفترض اشتراطه للابتعاث للخارج، لتشجيعهم على اكتساب اللغة المطلوبة أيضاً في سوق التوظيف. أخيراً هذا البرنامج الذي يحمل مسمى خادم الحرمين الشريفين، ويمس كافة الأسر السعودية من جانب ومستقبل التنمية من جانب آخر، يحتاج إلى مزيد من الدعم والمعيارية لتحقيق طموحات أبناء هذا الوطن. * عضو مجلس إدارة آفاق الإعلامية – كاتب ومستشار إعلامي