لم تكن زيارة الرئيس الفرنسي هولاند للمملكة ومشاركته في القمة التشاورية الخليجية عادية بكل المعايير فلقد وضعت هذه الزيارة قواعد الشراكة الاستراتيجية السعودية الفرنسية من جهة والفرنسية الخليجية من جهة أخرى. وبدا واضحا أن مشاركة هولاند في القمة التشاورية الخليجية تعتبر تطورا هاما في الشراكة الاستراتيجية خاصة أن هولاند يعتبر أول زعيم غربي يشارك في القمم الخليجية حيث أنتجت هذه الزيارة تكريس نضج البعد السياسي والأمني والاقتصادي في الشراكة الاستراتيجية التي أرسيت في عام 1996. وحرص فرنسا أيضا على تعزيز علاقاتها مع دول المجلس كمنظومة سياسية وأمنية باعتبار أن تنمية العلاقات الخليجية الفرنسية تنعكس إيجابيا على تقوية العلاقات الأوروبية خاصة إذا اعتبرنا أن البعد السياسي الاستراتيجي هو قاطرة هذه الشراكة الاستراتيجية التي تنص على تعزيز التعاون في جميع المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والاستثمارية. وفرنسا التي لطالما وقفت إلى جانب قضايا العرب المحقة هي رأس الحربة في الدفاع عن الشعب السوري منذ انطلاقة ثورته وداعمة للقضية الفلسطينية وإنشائها وعاصمتها القدس، والأزمة اليمنية وعاصفة الحزم وإعادة الأمل، وقضايا الأمتين العربية والاسلامية في المحافل الدولية. وهي فرنسا التي حلت أمس كضيف شرف على القمة الخليجية التشاورية بشخص رئيسها فرنسوا هولاند، التي نأمل أن تعزز دورها في إرساء الأمن والسلام في الشرق الأوسط والعالم وإيجاد حلول لقضايا المنطقة والعالم الإسلامي وفق قرارات الشرعية الدولية والأعراف والقوانين الدولية حتى تنطلق الشراكة الخليجية الفرنسية إلى آفاق أرحب وأوسع لتعزيز الأمن والسلم العالمي الذي ليس فقط تتطلع إليه المملكة بل تسعى جاهدة لتحقيقه لكي يعم السلام في الشرق الأوسط وتنتهي التدخلات الإقليمية في الشؤون العربية والخليجية وتعيش الشعوب العربية والإسلامية في أمن وأمان بعيدا عن الحروب والأزمات.