يعكس تجاهل ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح للهدنة الإنسانية في عدن، الإصرار على الاستمرار في ارتكاب المجازر المروعة عبر استهداف المدنيين وتواصل القصف العشوائي للأحياء السكنية والمستشفيات، ليس هذا فحسب بل تلك الميليشيا تقوم بنهب المساعدات الإنسانية المرسلة لإغاثة الشعب اليمني. إن رفض الهدنة لإجلاء القتلى والمصابين، يؤشر على طريقة تعاطي الميليشيات المسلحة مع مستقبل اليمن ودعوات الحوار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ومن ثم فإن نهج «أنا ومن بعدي الطوفان»، الذي يسلكه الحوثي وجماعته، لن يؤدي إلا لمزيد من الدم والتشرذم، ويبدو أن هذا هو السيناريو الوحيد الذي اختاروه بدعم إيراني. وإذا كانت الحال كذلك، فإن أي نداءات عاجلة إلى المجتمع الدولي للمبادرة بإنقاذ عدن وغيرها من المدن اليمنية التي تتعرض للحرق والقصف العشوائي من جانب الميليشيات، لن تلقى آذانا صاغية، ما لم تكن مقرونة بالقوة المسلحة، التي تؤكد تطورات الأزمة اليمنية أن هؤلاء لا يفهمون سواها. ومن هنا، فإن الوضع المتدهور في اليمن، بات يتطلب من المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن أكثر من أي وقت مضى، سرعة التدخل العاجل لا سيما بعد عدم تطبيق بنود قراره 2216 من قبل الانقلابيين وحلفائهم، باتخاذ مزيد من التدابير والإجراءات اللازمة لردع الميليشيات الحوثية التي لا تلقي بالا للمطالبات والتحذيرات الأممية، شأنها شأن التنظيمات الإرهابية التي تمثل خطرا على الأمن والسلم العام. إن إصرار جماعة الحوثي المتمردة على مواصلة المجازر بحق اليمنيين، ينبغي أن يواجه بمنتهى الحزم والحسم، وأن يبادر المجلس المناط به حفظ السلم والأمن وقبل فوات الأوان، إلى وضع الأمور في نصابها ، لا سيما أن لديه من الآليات والإجراءات الرادعة والقوية ما يمكنه من ذلك. محمد فكري