استغرب أهالي حي الفيصلية وسط مدينة نجران، انشغال أمانة المنطقة، باستبدال بلاط الأرصفة الحالي، ووضع بلاط «الإنترلوك» بديلا عنه، بشكل عشوائي وعلى مدى عامين، على الرغم من جودة تلك الأرصفة، فيما تم تجاهل البنية التحية في إنشاء قنوات لتصريف سيول الأمطار بدلاً من الأرصفة التي ساهمت في تجمع مياه الأمطار ودخولها إلى المنازل. وكشفت جولة «عكاظ» الميدانية أن سكان الحي يعانون من أعمال الرصف التي مضى عليها عامان لم تنته حتى الآن، وسوء النظافة حيث إن بعض المقاولين استغلوا الأراضي الخالية من البنيان في وضع مخلفات الأسفلت القديم وحولوا تلك الأراضي إلى موقع للمخلفات في منظر يخدش المنظر العام للحي. وتساءل سكان الحي هل يعقل أن نغرق ونحن نجاور مبنى أمانة نجران ويعد موقع الحي في قلب المدينة، وقالوا لو كان العمل خلال العامين الماضيين في مشاريع درء أخطار السيول كنا تجنبنا الغرق بسبب أمطار السيول التي هطلت على المنطقة مؤخراً قبل شهر، حيث تحولت المنازل إلى بحيرات مائية، بدلاً من بلاط «الإنترلوك»، معتبرين ذلك هدرا للمال العام ولا يخدم السكان. وسجلت «عكاظ» خلال جولتها أن مقاولا في حي الفيصلية المجاور لمبنى الأمانة بادر بإزالة الأسفلت القديم من بعض الشوارع ويتخلص منه في وسط الحي بجوار بعض المنازل، وهناك أكوام من بلاط الإنترلوك منتشر في بعض الشوارع والرصف قائم بشكل عشوائي مما يدل على عدم الاستفادة من البلاط للمدى البعيد. ويتطلع سكان الفيصلية من الأمانة أن تسارع في معالجة مشكلة السيول وأن تجنبهم الغرق عند هطول الأمطار. وقال عبدالله العوبثاني أحد سكان الحي ل «عكاظ» إن الأمانة انشغلت منذ فترة في إزالة الأرصفة القديمة التي تعتبر جيدة، ووضع مكانها الإنترلوك الذي لن يطول، مشيراً إلى أن المقاول منفذ مشروع الرصف تسبب في كشف بيارات الصرف الصحي، وأصبحت تشكل خطرا، حيث إن إحدى غرف التفتيش التي أمام باب منزله أصبحت مكشوفة ويخشى أن تبتلع أحد الأطفال، مبينا أن العمل في الشارع الموازي لمنزله لم ينته ويشهد حاليا عمل رصف بطريقة عشوائية، معتبراً أن المشروع يعد هدرا للمال العام، متسائلاً لماذا تهتم الأمانة بالأرصفة وتتجاهل حماية السكان من الغرق، اليس مشروع تصريف مياه الأمطار أهم من تنفيذ مشاريع كهذه. وبين العوبثاني بأنه لم يشاهد أي رقابة على مشاريع الرصف وأن المقاول يعمل بمزاجية فالعمل يتوقف مراراً ويعود مجدداً مما زاد من معاناة السكان. وأضاف فارس صالح من سكان الحي أن الحي يفتقد إلى البنية التحية، حيث إن الأمانة نفذت مشروعا في وقت سابق لتصريف السيول، ولكن مع هطول الأمطار أثبت فشله مما يتطلب من أمانة المنطقة إعادة النظر في إنشاء مشروع لتصريف سيول الأمطار، وأن تعيد النظر في الشوارع التي سفلتت حديثاُ حيث إنها أصبحت متهالكة، وكأنه مضى عليها سنوات، بالرغم من حداثتها والتي لم يتجاوز عمر سفلتتها عدة أشهر، مستغربا من عدم مراقبة المقاولين خلال تنفيذ المشاريع حيث حولت أراضي الحي إلى مكب للمخالفات، مشيراً إلى أن الحي يعاني من العبث في تنفيذ مشاريع الرصف وأن الأمانة تريد تنفيذ مشاريع فقط والدليل مشاريع جسور المشاة التي لم تستفيد منها المنطقة بسبب سوء تنفيذها. وطالب عدد من سكان حي الفيصلية من وزارة الشؤون البلدية والقروية زيارة الحي الذي يغرق من قطرات المطر وهو مجاور لمبنى الأمانة فكيف حال الأحياء والقرى البعيدة من وسط المدينة، مطالبين بفتح التحقيق في مشاريع الرصف التي تعد هدرا للميزانية وتعيق المواطنين وساهمت في دخول مياه الأمطار إلى المنازل.