قلبت المعارضة السورية المسلحة بمشاركة بعض الكتائب الإسلامية في إدلب طاولة الصراع على الأرض بالسيطرة الكاملة على أول محافظة في الشمال بعد تحرير مدينة جسر الشغور الاستراتيجية. وعلى الفور أقر النظام بالهزيمة من خلال القصف الجوي على المدينة وهو التكتيك المعتاد في كل خسارة للنظام. ونجم عن القصف الجوي للنظام مقتل أكثر من عشرة أشخاص بينهم مدنيون، في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام «أعدمت» 23 معتقلا كانوا محتجزين في مقر جهاز الأمن العسكري قبل انسحابها من المدينة. وتحولت جسر الشغور عمليا إلى مركز إداري للنظام السوري بعد انسحاب قواته في 28 مارس (آذار) من مدينة إدلب، مركز المحافظة، إثر هجوم ل«جيش الفتح» الذي أعلن تاسيسه قبل «غزوة إدلب» كما أسماها. وتعتبر جسر الشغور «أكثر أهمية من مدينة إدلب لأنها تقع على تخوم محافظة اللاذقية ومناطق في ريف حماة الشمالي الشرقي خاضعة لسيطرة النظام». وبات وجود النظام في محافظة إدلب يقتصر على مدينة إريحا (على بعد حوالى 25 كيلومترا من جسر الشغور) ومعسكر المسطومة القريب منها، بينما مجمل المحافظة بين أيدي مقاتلي المعارضة. وأكد الناشط من «تنسيقية الثورة السورية» في إدلب خالد دحنون عبر الإنترنت إن «جسر الشغور محررة بالكامل»، مشيرا إلى أن «مدينة أريحا محاصرة بالكامل ومعسكري المسطومة والقرميد محاصران». ويرى مراقبون أن سيطرة المعارضة على إدلب تزامن مع تقدم المعارضة في درعا وبعض المناطق الأخرى، في إشارة إلى تراجع سيطرة النظام على الأرض، وهذا ما أكدته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية من أن سيطرة النظام على الأرض تراجعت 25 %.