الإنجاز الأمني الذي حققته وزارة الداخلية من خلال الضربة الاستباقية التي نفذتها أمس وأسفر عنها القبض على أحد المشتبه في تورطهم مع آخرين في استهداف رجلي أمن أثناء عملهما في الرياض، يأتي امتدادا للنجاحات الكبيرة التي يحققها رجال أمننا البواسل لاستئصال هذا الفكر وتجفيف منابعه. ولا شك أن هذه العمليات الأمنية الدقيقة التي نفذتها وزارة الداخلية أسهمت في اكتشاف مخططات الفئات الضالة والعناصر الإرهابية وفضح أعمالهم الإجرامية التي تستهدف أمن الوطن ورجالاته ومقدراته، وكانت الضربة الاستباقية القوية أكبر رد لهم بأن العيون الساهرة لا تنام ولا تهدأ وتعمل دوما في ملاحقة هذه الفلول ودحض الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه. هذا النجاح الذي يسجل ما هو إلا امتداد للنجاحات المتواصلة التي تتحقق في مواجهة الإرهاب بالضربات الاستباقية لحفظ الأمن والسكينة للمواطنين وردع أية خلية نائمة عن الإقدام على تنفيذ أي جريمة، ودوما تحرص على ضرباتها الاستباقية بتكتيك أمني عالي المستوى دون أن تطلق رصاصة واحدة، وهو ما يسجل كنجاح واقتدار لرجال الأمن الذين يملكون المهارات الفائقة والتقنيات الحديثة التي أسهمت في الحيلولة دون حدوث أي عمليات إرهابية، إذ أن هذا الإنجاز شأنه أن يجفف منابع الإرهاب سواء داخل المملكة أو خارجها. ومنذ أن طل الإرهاب برأسه عملت المملكة على مكافحته وانتهجت سياسة شاملة للقضاء عليه ونجحت باقتدار في دقة وتنفيذ عملياتها وضرباتها الاستباقية وحققت نتائج مبهرة، وأصبح لها باع طويل في المكافحة والاستئصال وباتت رائدة بسبب خبرتها التراكمية التي باتت أنموذجا يحتذى، لاسيما بعد سلسلة من الإجراءات التثقيفية لكافة شرائح المجتمع في النواحي الأمنية والفكرية تجاه ظاهرة الإرهاب وخطورتها من خلال تقديم برامج توعية عبر وسائل الإعلام المختلفة وتدريس مادة مكافحة الإرهاب في بعض المناهج الدراسية في الجامعات والكليات في المملكة، كما قامت - وانطلاقا من هذه الأهمية للتبصير بهذه الآفة المقلقة - بدعوة الجهات الحكومية الأخرى بمختلف مؤسساتها وأجهزتها التربوية والإعلامية للتعريف بالرسالة الأمنية وإيضاح ما يمليه الواجب الوطني لكل مواطن ومقيم للإسهام بفاعلية في حفظ الأمن والنظام باعتبار الأمن الفكري هو مطلب وطني شامل والمسؤولية عنه تضامنية لحماية المجتمع.