أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه. وقال، في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام، أيام عاصفة مرت وقرارات حازمة سرت عقبتها بحمد الله عيون بالنصر قرت وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم، فالحمد لله على ما أولى والشكر له على ما وفق وأسدى أظهر الله قوة السنة والإيمان وضعف الشر والظلم والعدوان، لم تكن المملكة يوما داعية حرب وليس في تاريخها تجاوز أو عدوان، ولكن إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا، فما حيلة المضطر إلا ركوبها، قادت المملكة التحالف المبارك لإحقاق الحق ودحر الباطل حراسة للمقدسات وحماية بيضة المسلمين وانتصارا لأهل اليمن، فحقق الله المراد وبارك في الرجال وفي العتاد والحمد لله رب العالمين. وأضاف أن المملكة أعلنت بدء العاصفة وأعلنت وقفها، وملكت بتدبير الله زمام الأمر ورفعت راية التوحيد والنصر قوة وعزة في القرار، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ومن بركات هذه العاصفة أن سقى ماء الأمل قلوبا طال صداها وأوشك ظلام اليأس أن يطويها، فقد رأوا ليلة بدت كواحدة من ليالي اليأس، لكنها لم تنتصف حتى دخلت تلك الليلة التاريخ بما حملت من بشرى وأزالت من ذل وما قلبته من موازين وغيرت من سياسات. وقال الشيخ آل طالب إن المؤمن لا يكتفي بالانتصار في موقعة واحدة، بل يجب أن تكون كل حياته نصرا وعزا وغاية النصر الثبات على المبادئ والدوام على مراد الله، وإلا فإن سنة المدافعة قائمة إلى يوم الدين وصراع الحق والباطل دائم ما دامت الدنيا، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بآية جمع فيها تدبير الحروب بأحسن تدبير، فأمر المجاهدين بخمسة أشياء ما اجتمعت في فئة قط إلا نصرت وإن قلت وكثر عدوها، وهي الثبات وكثرة ذكر الله تعالى وطاعته وطاعة رسوله واتفاق الكلمة وعدم التنازع الذي يوجب الفشل والوهن والخامس الصبر، فهذه قبة تبنى عليها قبة النصر، ومتى زالت أو زال بعضها زال من النصر بقدر ما نقص منها. وأكد أن أمتنا تمر بمعركة مستمرة مع الباطل تدافع فيها عن دين الله الحق وتدفع عن أراضيها المقدسة وتحمى حمى المسلمين، ومع ما أنعم الله علينا من القوة في العدة والعتاد والكفاءة في الرأي وعزم الرجال، إلا أننا لا ننسى أننا لله وبالله أمة تسير على نهج نبينا الخاتم تتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حري بها أن تقترب من ربها أكثر من ذي قبل، وأن تحقق أسباب النصر الشرعية، فتوحيد الله تعالى وطاعته أعظم أسباب النصر والتمكين، وشتان بين موحد يدافع عن الكتاب والسنة، وبين من اتخذ إلهه هواه فأضله الله. ودعا عامة المسلمين إلى الالتفاف حول ولاة الأمر والأمراء والعلماء، فاليوم هو يوم اجتماع الكلمة ووحدة الصف (فلا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، فالوحدة والتماسك في المجتمع الواحد وبين الشعوب المسلمة، يجب أن نترفع عن كل الخلافات وأن نتحد على ما نحن بصدده، وأن نحذر كل ما يؤدي إلى الخلاف وتفتيت الداخل. وحذر من الإشاعات الملفقة «لا تدفعنكم شهوة السبق في نقل الأخبار إلى الإشاعة دون التثبت، فكم من خبر مصدره العدو، تبرع الضحايا في إذاعته بينهم ليفت في عضدهم، فادعوا لجنودكم وثبتوهم وأيدوهم في الرباط وعلى حدود البلاد وأخلفوهم في أهلهم خيرا، مشيرا إلى أن هذه الحرب ليست حربا على اليمن، بل هي حرب لأجل اليمن واليمانيين، موضحا أن اليمانيين المقيمين بيننا هم إخواننا وأن عدونا وعدوهم مشترك ومصلحتنا ومصلحتهم مشتركة، فاليوم كلنا يمن». وفي المدينةالمنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس عن مكانة التضرع إلى الله، مؤكدا على السبيل الأوحد للنجاة من كل شر والحفاظ على كل خير ساردا العديد من الأدلة التي تؤكد هذا المعنى وتدلل عليه. وأشار إلى أن من واجب المسلمين الاتحاد والتعاون، وأن ذلك من أهم الأمور التي أرادها الشارع للبقاء على مكانة الأمة قوية عزيزة. وأوضح أن الالتفاف والتعاضد مع خادم الحرمين الشريفين واجب الجميع، وبخاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن وتكالبت فيه الأعداء. وبين أن واجب المسلمين هو الحفاظ على أمن واستقرار بلاد الحرمين لتبقى موئلا للإيمان والأمان ورمزا للطمأنينة والاستقرار. وفي خطبته الثانية تحدث عن واجب الحكام والإعلام والمحللين أن يراعوا الله ويراقبوا سننه في الكون، وألا ينظروا فقط للأسباب المادية. وأن الركون لتلك الأسباب فيه غمط لسنن الله التي لا تتغير ولا تتبدل.