لم يقنعني حسن نصر الله يوما بمشروعه المقاوم، وآمنت دائما بأن حزب الله ليس إلا واجهة لمشروع إيراني، وواجهت الكثير عندما انتقدته في عام 2006، فلا صوت كان يعلو على صوت حسن نصر الله في بازار دكاكين الشعارات! بل إن شاعرا أرسل لي رسالة غاضبة تتوعدني بالويل والثبور لانتقادي الحزب وزعيمه المقدس ووقع رسالته بوصف نفسه بالمتحول الرافضي تأكيدا على ولائه العاطفي للسيد وحزبه، ولا أدري ما هو موقفه اليوم بعد أن سقط القناع وسقطت معها ورقة التوت التي كانت تستر العورة! وعندما تتغلب العاطفة على المتلقي العادي الذي تحركه مشاعره ويتعلق بأهداب الأمل بمستقبل أكثر عزة وكرامة ينتشله من مرارة الماضي وإحباط الحاضر العربي، فإن ذلك يكون مفهوما، لكن عندما يسقط المثقف في وحل تقديس السياسي الذي يبتز الإنسان عاطفيا بشعارات زائفة ويقود أمته نحو الهاوية فهذا غير مقبول، فالمثقفون هم منارة الوعي في المجتمعات، لكن في عالمنا العربي بعضهم هم مجرد أدوات زينة للقائد، ومنصات خطابة للزعيم، ومرايا تعكس صورة الدكتاتور! في سورية دخل السيد وحزبه إلى المسرح بورقة توت ذابلة سرعان ما سقطت مع رفع الستار عن العرض الأكثر دموية وفجورا في تاريخه، أما في اليمن فقد اقتحم المسرح عاريا حتى قبل أن يرفع الستار! وتظنون أن الواقفين على خشبة المسرح هم العراة وحدهم، لكن في مقاعد الجمهور من هو أكثر عريا!.